طرحت (المجلة العربية) في ملفها الماتع على صفحات العدد (427) قضية العلوم الزائفة وحيرة التصنيف بين المنهج والدجل واللاعلم، وقدمت للقراء كتابها القيم (مديح الأسئلة الصعبة – ألغاز العلم المحيرة), ترجمة الدكتور عبد الله الحاج.
وهناك خيط لا يمكن تجاهله, ولا نستطيع أن نقلل من وجوده؛ فالعلوم الزائفة بكل ما فيها من خرافة وجدل ولا علم؛ تبعد كثيراً عن الواقع, والحقيقة وإن صدفت ستظل دائماً مسيطرة على الروح الجمعية وخصوصاً مع وجود إعلام يظهرها ويؤيدها ويحاول عبر وسائله المتعددة بث روح الحياة في وجودها رغم قناعات السواد الأعظم بعدم جدواها ومصداقيتها. فكثير منا عندما يمسك بجريدة الصباح يذهب مباشرة ليطالع الحظ، رغم قناعاته داخلياً بأنه كذب ولا أساس له من العلم، ولكن الضمير الجمعي، والعادات والتقاليد له تأثيرها على هذا العلم الزائف.
أما عن الغاز العلم المحيرة ، والبحث الحقيقي في العلم، فهو سيظل دائماً وأبداً دور الصفوة من العلماء الذين يبذلون الجهد والوقت ويفنون أعمارهم في البحث عن الأجوبة الصعبة لوجود حلول مغايرة وجديدة تكشف عن جديد، وتضيف للبشرية اكتشافاً جديداً، أو تكشف عما بداخلنا أو ما حولنا من حياة.
لا ضير من هذه العلوم الزائفة مادامت لا تقف حجر عثرة أمام اكتشافات العلماء, ومادامت لا توقف سير التنمية البشرية.
فقط إن كانت مجرد عادات وتقاليد تمارسها الشعوب من باب التسلية أحياناً، ومن باب التجربة التي قد تصدق بصدفة، وتخيب مرات عديدة، ولكنها تظل في عمق الفكر الجمعي وضميره تمارس طقوساً أحياناً، وهروباً من واقع أحياناً.
فالخرافة ولدت مع الإنسان وعاشت معه، وعاش بها, مورست في المعابد منذ قديم الزمان, وسيرت أمم وشعوب تحت ظلالها.
ورغم هذا التقدم الكبير في العلوم, واتساع رقعة العلم؛ مازال لهذه العلوم أثرها في عمق البشرية، يمارسها البسطاء/الأغلبية عن قناعات متوارثة تساندها وسائل الإعلام التي تمارس هذا الجدل من أجل ربح مادي.