ضمن مساهمات المجلة العربية في الفعل الثقافي في المملكة، قدمت وحدة الدراسات أول دراسة حديثة حول القراءة الحرة في المملكة العربية السعودية، تحت عنوان (واقع القراءة الحرة في المملكة العربية السعودية), شارك فيها عدد من المختصين. وتأتي هذه الدراسة انطلاقاً من كون القراءة نافذة تطل منها آليات الرقي والتطور في كل الحضارات.
وعادة مهمة في تكوين الشخصية المثقفة التي تطمح إليها كل المجتمعات المتحضرة. وقد صدرت هذه الدراسة في كتاب مطبوع. وقد دشن هذا الكتاب في حفل أقامته المجلة حضره عدد من الأدباء والمثقفين والمهتمين بمجال القراءة والمعرفة، يتقدمهم معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة الذي وجه بإجراء الدراسة بصفة دورية كل أربع سنوات, وتوزيعها على كافة الجهات المعنية، مثل: الوزارات، والجامعات، ومراكز الدراسات والبحوث، والمؤسسات الثقافية في المملكة العربية السعودية، ودول مجلس التعاون الخليجي، والجهات المهتمة في الداخل والخارج. وعن واقع القراءة الحرة قال الدكتور خوجة: «نحن متفائلون حقيقة, لأن القراءة الحرة أصبحت منافسة كبيرة جداً ما بين القراءة الرزينة للكتب وللأبحاث وللروايات وللأدب وبين القراءة الحرة لبعض ما يأتي في وسائل الاتصال الاجتماعية والإلكترونيات وغيرها، فهناك تنافس شديد نتمنى فعلاً أن تركز القراءة الحرة في المملكة على الأشياء المفيدة الطيبة مثلما تعلمنا في بدايتنا خصوصاً الشباب المبتدئين وهواة الأدب».
وأكد وزير الثقافة والإعلام المشرف العام على المجلة العربية على أهمية أن يكون عند الشباب الوقت الكافي للقراءة الحرة لقراءة تراثنا وأدبنا الحضاري الكبير، وللعلوم وكل ما يستجد من اقتراحات وابتكارات.
من جهته استعرض رئيس تحرير المجلة العربية المدير التنفيذي للدراسة الدكتور عثمان محمود الصيني ما كشفت عنه دراسة المجلة في مجال (القراءة الحرة في المملكة) التي بدأت بفكرة تم عرضها على المشرف العام على المجلة الذي دعمها وتابعها في مختلف مراحلها. موضحاً ما اختطته الدراسة في منهجها العلمي من معايير دقيقة قامت عليها, ويأتي في مقدمتها الاعتماد على المنهج النقدي، والأخذ بمفهوم اتساع القراءة الحرة من الورقية إلى الرقمية، والتعامل مع القراءة كظاهرة اجتماعية مرتبطة بالسياق الثقافي العام، عبر معيارية مقارنة.
وأوضح بأن النتائج جاءت بعد استطلاع للتجارب العالمية والعربية, وهي تعد دراسات نادرة،، وبخاصة في العالم العربي، الذي لم يشهد حتى يومنا هذا سوى دراستين، إحداهما كانت عن القراءة في العالم العربي بوجه عام، حيث كان عدد عينة الدراسة فيما يتعلق بالمملكة 1000 قارئ.. بينما جاءت الدراسة الأخرى فقيرة في منهجها ومحدودة في عينتها المسحية، وذات نتائج محدودة علمياً.
أعقب ذلك عرض مرئي حول نتائج الدراسة, وعرض موجز لما حققته المجلة خلال مسيرة عامها الثامن والثلاثين، وذلك من خلال وصولها في مضمار مسيرتها الإعلامية إلى إصدار العدد 432، إلى جانب ما تصدره المجلة مصاحباً لأعدادها من (كتاب المجلة) الذي أصدرت منه حتى عددها الماضي 193 كتاباً، إضافة إلى إصدارها أكثر من عشرة إصدارات ضمن سلاسل الكتب المستقلة، والتي تعنى بمختلف الشؤون الثقافية والفكرية والإبداعية والمترجمات.. فضلاً عن مشاركة المجلة في معارض الكتاب محلياً ودولياً، إضافة إلى ما قامت به من دراسة مسحية لمعرض الرياض الدولي للكتاب، وذلك حول الإقبال على المعرض، والشرائح الاجتماعية المستفيدة منه، والفئات العمرية، والعوائق والمحفزات والاهتمامات القرائية.. وغيرها مما شملته دراسة المجلة عن المعرض.