يقضي 68 % من السعوديين أكثر من 10 دقائق في قراءة المطبوعات الورقية (صحف، مجلات، كتب، قــصـص وروايــات)، بينما يقــضــي 75 % منهم أكثر من 10 دقائق في قراءة النصوص الإلكترونية، وبوجه عام يقضي القارئ السعودي في القراءة على شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) وقتاً أطول مما يقضيه في قراءة المطبوعات الورقية، كما أن الوقت الذي يخصصه القارئ السعودي للمطبوعات الورقية في تناقص ملحوظ لصالح الوقت المخصص لقراءة النصوص الإلكترونية.
تلك أبرز النتائج التي توصلت إليها وحدة الدراسات والبحوث في (المجلة العربية)، مستعينة بالمختصين في هذا المجال بإجراء أول دراسة وطنية عن (واقع القراءة الحرة في المملكة العربية السعودية)، بهدف التعرف على واقع القراءة الحرة في المملكة العربية السعودية كمدخل موضوعي لدعمها ونشرها بما يمكن من الإفادة منها في تطوير المجتمع. وتمت الدراسة على عينة قوامها 10.000 فرد يضاف إليها ما نسبته20 % (عوضاً عن الفاقد من الاستبانات والأعداد المحتملة من الأميين من عينة الكبار)، ووزعت على كافة مناطق المملكة (ثلاث عشرة منطقة) بحسب نسبة سكان كل منطقة لإجمالي أعداد السكان في المملكة، وتضمنت أسئلة تتكون من أربعة محاور، الأول: يهدف إلى التعرف على حجم ممارسة القراءة الحرة، والثاني: يُعنى بتفضيلات القراءة الحرة، والثالث: العزوف عن القراءة, والرابع: هدف هذا المحور الإجابة عن سؤال حول ما الذي يمكن أن تقترحه حتى يقبل الناس على القراءة؟
وقد كشفت أرقام الدراسة عن نتائج مهمة كثيرة منها: أن 78.39 % من الإجمالي يمارسون القراءة الحرة مقابل 21.61 % لا يمارسونها، و53 % من الإجمالي يمارسون القراءة الحرة باستمرار على نحو يجعل منها عادة لديهم، وفي فئة الفتية والشباب (10 – 23 سنة) – الذين يمثلون أكثر من نصف عدد السكان- هناك فروق ناتجة عن متغير النوع (ذكور/إناث) فيما يتعلق بالنسبة العامة لممارسة القراءة الحرة لصالح الذكور حيث تبلغ 81.14 % للذكور مقابل 78.82 % للإناث.
ومن ناحية الوقت المستغرق في القراءة الحرة اتضح أن 68 % من السعوديين يقضون أكثر من 10 دقائق في قراءة المطبوعات الورقية، بينما يقضي 75 % منهم أكثر من 10 دقائق في قراءة النصوص الإلكترونية، وتستهلك شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) وقتاً أطول مما يقضيه السعودي في قراءة المطبوعات الورقية.
وبالــنسبــة لــمــعــدل الـــقــراءة الحــرة فــإن مــا يــزيـد على 33 % من أفراد المجتمع يتخذون من القراءة الحرة نشاطاً يومياً، وأكثر من 17 % يمارسونها كل يومين، ونسب من يمارسون القراءة الحرة بشكل يومي من الذكور تفوق كثيراً نسب من يمارسنها من الإناث، بينما يظهر التفوق لصالح الإناث في نسب من يمارسن القراءة مرة أو مرتين كل أسبوع، أو مرة كل شهر.
ولعل هذا يرتبط بأن صدور المجلات والكتب يكون غالباً أسبوعياً أو شهرياً وليس يومياً كما في الصحف، ويتخذ 39 % من فئة الراشدين والكبار (23 سنة فأكثر) في المجتمع من القراءة الحرة نشاطاً يومياً، و16 % من هذه الفئة يمارسونها كل يومين. أي أن القراءة الحرة هي بمثابة عادة لـ55 % من أفراد هذه الفئة، كما يتخذ 28 % من فئة الفتية والشباب (10 – 23 سنة) في المجتمع من القراءة الحرة نشاطاً يومياً، وقرابة 19 % من هذه الفئة يمارسونها كل يومين. أي أن القراءة الحرة هي بمثابة عادة لنحو 47 % من أفراد هذه الفئة من المجتمع السعودي.
أما الأماكن المفضلة للقراءة فيأتي المنزل في المرتبة الأولى كأفضل مكان لممارسة القراءة الحرة، يليه المدرسة، فالمكتبات العامة، ثم يأتي المقهى في المرتبة الرابعة، وتحتل الأخبار (سياسة، اقتصاد، أحداث جارية) صدارة الترتيب في تفضيلات السعوديين القرائية يليها الترفيه والفكاهة فالأزياء والزينة. وتحتل الألغاز والأحاجي الترتيب الرابع تليها الروايات والقصص ثم يأتي الشعر الشعبي في المرتبة السادسة، وتكاد موضوعات الموسوعات والعلوم الطبيعية والرياضة لا تحظى بأي تفضيل بين أفراد المجتمع ، كما تأتي موضوعات الحاسب والتقنية في صدارة التفضيلات القرائية لدى فئة الراشدين والكبار وتأتي العلوم الاجتماعية (تاريخ/جغرافيا..إلخ) ثالثاً، واللغات رابعاً في تفضيلات هذه الفئة، يليها العلوم الطبيعية، ثم تأتي موضوعات التربية والتعليم في المرتبة السادسة، وتكاد موضوعات الألغاز والأحاجي والشعر الشعبي لا تحظى بأي تفضيل لدى فئة الراشـدين والــكــــبــــار، وتــــحتـل الموسوعات صـــــدارة تـــرتيب الــتـفـــضيـلات القرائية لدى فئة الــفتيــة والشــبــاب في الـمــجــتــمــع الـــســعـــودي (10 – 23 سنة)، يليها موضوعات الحاسب والتقنية، فالروايات والقصص. وتحتل الموضوعات النفسية المرتبة الرابعة في التفضيلات يليها الشعر الفصيح ثم تأتي الأخبار في المرتبة السادسة، ولا تحظى موضوعات الترفيه والفكاهة والشعر الشعبي والرياضة بأي تفضيل لدى فئة الفتية والشباب، والإناث في المجتمع أكثر إقبالاً على قراءة الإصدارات الأسبوعية والشهرية من المجلات والدوريات، أما الرجال فأكثر إقبالاً على قراءة الصحف اليومية، وفي عالم القراءة الإلكترونية يجذب القارئ الموضوعات التي يصعب الحصول عليها في الكتب، وأيضاً برامج تنمية الذات وما يتعلق بالبحوث والتعليم، ومعلومات بالبريد الإلكتروني، كما تتميز فئة الراشدين والكبار، بأنها الأكثر استخداماً للبريد الإلكتروني.
وفيما يتعلق بالإنفاق على القراءة يبلغ متوسط إنفاق المواطن السعودي على شراء الكتب غير الدراسية أو الصحف والمجلات في العام 378.8 ريالاً وينفق الذكور أكثر من النساء بنسبة 9 % من المتوسط. وبمقارنة هذا الإنفاق مع متوسط إنفاق الفرد الشهري على مستوى المملكة حيث بلغ إنفاق الفرد (2.138) ريالاً يتبين (مع مراعاة ارتفاع الدخل في الشهور الأخيرة) أن متوسط ما ينفق على شراء الكتب أو الصحف والمجلات غير الدراسية في العام لا يزيد عن 2 %. كما يشهد المجتمع السعودي زيادة واضحة ونمواً سريعاً في استخدام الإنترنت, وقد تجاوزت النسبة أكثر من ثلاثة أرباع 76 % من إجمالي العينة، يتميز الذكور بالمنافسة والمباهاة على شراء الكتب وعلى ممارسة القراءة الحرة بنسبة أكبر من الإناث, ولعل هذا يرتبط بظروف المجتمع السعودي، حيث إن الفرصة تتاح للأبناء من الذكور للخروج والاحتكاك بالزملاء أكثر من الإناث.