«إن الأمة اليوم على موعد مع التاريخ، لتثبت جدارتها وأحقيتها في ريادة العالم وسيادة الشعوب، لتخرجها من الظلمات إلى النور. ولن يكون ذلك، يوم يكون، إلا على يد جيل راسخ ناسخ، مستوعب حصيلة الأمة وجهودها في مختلف الميادين عبر التاريخ، من أجل استخلاص ما هو خالص سائغ للشاربين، وأساس قوي لبناء صرح الأمة المتين..».
كانت تلك المقدمة جزءاً من ديباجة المؤتمر العالمي الأول للباحثين في السيرة النبوية الذي انعقد في المملكة المغربية خلال شهر محرم من العام الهجري الحالي تحت عنوان: جهود الأمة في خدمة السيرة النبوية. ونظمته مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) في مدينة فاس المغربية بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلس العلمي الأعلى، وجامعة القرويين، ومنظمة النصرة العالمية بمدينة جدة السعودية.
وتوزعت محاور المؤتمر على الشكل التالي:
المحور الأول: جهود الأمة في تدوين السيرة: واشتمل على جهود الأولين حتى ابن إسحاق، وجهود أصحاب الطبقات، وجهود المحدثين، وجهود المؤرخين. المحور الثاني: جهود الأمة في تيسير السيرة، عبر الصور التالية: تهذيب السيرة اختصار السيرة شرح السيرة نظم السيرة. المحور الثالث: جهود الأمة في فقه السيرة. بما في ذلك: فقه الأحكامفقه الدعوةفقه الجهادفقه السياسة. المحور الرابع: جهود الأمة في تقريب السيرة، عبر: الجهد القصصي، والجهد المسرحي، والجهد السينمائي، وجهد الترجمة. المحور الخامس: جهود الأمة في إعادة كتابة السيرة، وبخاصة جهود المحدثين وجهود المؤرخين، وجهود الدعاة، ومشاريع جديدة.
وقد افتتحت جلسات المؤتمر في اليوم السابع من شهر محرم من العام الهجري 1434 برئاسة الدكتور محمد الروكي رئيس جامعة القرويين في فاس. وتحدث في الجلسة الافتتاحية كل من: وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي, والأمين العام للمجلس العلمي الأعلى. والأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي. والأمين العام لمنظمة النصرة العالمية. ورئيس جامعة الزيتونة. ورئيس جامعة القرويين. ثم كلمة الأمين العام لمؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع), بعدها كلمة اللجنة المنظمة.
تلا ذلك محاضرة افتتاحية للدكتور محمد يوسف (الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى بالرباط). تحت رئاسة الدكتور الشاهد البوشيخي الأمين العام لمؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع).
ورأس الجلسة الأولى في المؤتر الدكتور مصطفى الزباخ (مقرر أكاديمية المملكة المغربية, مدير اتحاد الجامعات الإسلامية سابقاً). وتناولت محور: جهود الأمة في تدوين السيرة النبوية.
ورأس الجلسة الثانية الدكتور عادل بن علي الشدي (الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة). وكان محورها حول: جهود الأمة في تيسير السيرة النبوية.
ورأس الجلسة الثالثة الدكتور محمد السرار (رئيس مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة). وكان محورها يتناول: جهود الأمة في فقه السيرة النبوية.
ورأس الجلسة الرابعة الدكتور عبد الرحيم الرحموني (كلية الآداب, فاس). وتناول محورها: جهود الأمة في تقريب السيرة النبوية.
ورأس الجلسة الدكتور الخامسة حسن عزوزي (رئيس المجلس العلمي المحلي, مولاي يعقوب), وتناولت: جهود الأمة في ترجمة السيرة النبوية.
ورأس الجلسة السادسة الدكتور عبد الجليل سالم (رئيس جامعة الزيتونة, تونس).
و رأس الجلسة السابعة الدكتور علي عمر بادحدح (جامعة الملك عبدالعزيز, جدة, السعودية). وتناولت محور: مشاريع جديدة في إعادة كتابة السيرة النبوية.
ورأس الجلسة الختامية الدكتور مصطفى فوضيل (مؤسسة البحوث والدراسات العلمية-مبدع). وقد اشتملت على كلمة باسم الوفود, والبيان الختامي, ومما جاء فيه:
العمل على إنشاء رابطة عالمية للباحثين في السيرة النبوية للتعاون والتنسيق والتكامل بين علماء الأمة، وإنشاء جمعيات قطرية كذلك لخدمة السيرة النبوية وما يتصل بها في كل قطر.
العمل على إنشاء قناة خاصة بالسيرة النبوية على غرار قناة للقرآن الكريم وقناة للحديث الشريف.
العمل على إنشاء موقع عالمي متميز على الشبكة (الإنترنت) يكون ملتقى للباحثين في السيرة النبوية والمهتمين بها.
دعم مشروع (السيرة السنة) أو (السيرة المنهاج) الذي تدعو إليه مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع) في فاس، ودفع جميع الباحثين والمهتمين للتعاون معها على إنجازه لأهميته الكبرى للأمة.
إعداد مناهج تعليمية حديثة للسيرة النبوية والعمل على إدخالها في المقررات الدراسية في المراحل المختلفة بجميع دول العالم الإسلامي.
تفعيل السيرة النبوية في الأنماط الأدبية المختلفة لجميع الفئات العمرية وبخاصة الأطفال.