مجلة شهرية - العدد (579)  | ديسمبر 2024 م- جمادى الثانية 1446 هـ

تجارب شبابية في ميدان الثورة

الأغاني الوطنية في الوقت الحالي هي تجارب شبابية وهي لا تزال في مرحلة التجربة، والشباب حالياً هم الأكثر إنتاجاً للأغاني، وهي تجارب للوصول إلى الأفضل.
ولكننا الآن في ظروف استثنائية ولم تستقر الظروف في مصر، وليس لدينا استقرار سياسي أو اقتصادي وهي عوامل مهمة، ولكن الفترة القادمة ستسفر عن اكتشاف مواهب وإبداعات جديدة.
أتوقع أن تشهد الفترة القادمة تطوراً في الأغنية لاسيما أن عدداً كبيراً من الشباب، والذين تمكنوا من عمل حالة الحراك المجتمعي بعد الثورة، لديهم حس فني راق سيؤدي مع الوقت ومع اكتمال نضوج هذه المواهب إلى وجود أغنية متميزة.
قبل ثورات الربيع العربي، لعبت الفنون دوراً كبيراً في تشكيل وعي الشعوب التي اشتعلت فيها الثورات، وقد ظهر هذا واضحاً في مصر بعد مباريات البطولة الأفريقية في فبراير 2006، حيث انتشرت الأغاني الوطنية بشكل كبير ورُفعت الأعلام، وهذا ما حدث في ديسمبر 2009.
غير أن الأغنية العربية في العصر الحديث شهدت انحداراً كبيراً على مستوى الكلمة واللحن والتوزيع خصوصاً بعد رحيل رموز الأغنية العربية، مثل: محمد عبدالوهاب وبليغ حمدي ورياض السنباطي وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش، وبعد اختفاء رموز جيل الوسط خصوصاً في الأغنية المصرية، مثل: علي الحجار ومحمد الحلو ومحمد ثروت وإيمان البحر درويش وعفاف راضي. ولم يبقَ من زمن الأغنية الراقية سوى تترات الأعمال الدرامية والتي برز فيها عمار الشريعي وعمر خيرت وياسر عبدالرحمن وميشيل المصري. وكان بعض هذه الأغاني يحمل طابعاً وطنياً بحسب قصة العمل الفني الذي كانت تُعد من أجله، مثل تتر مسلسل (بوابة الحلواني)، و(عبدالله النديم).
وتميزت المرحلة الحديثة أيضاً بظهور الفرق الفنية خصوصاً بعد انخفاض تجارة الكاسيت لاسيما مع ظهور الإنترنت وتوفر الأغاني وتحميلها على المواقع المختلفة. وقد لعبت هذه الفرق دوراً كبيراً في إحياء الأغنية المصرية والعربية خصوصاً أن بعضها اعتمد على تقديم أغاني التراث بشكل عصري مثل فرقة وسط البلد. وبعض هذه الفرق قد اتخذ أنماطاً مختلفة من الغناء حيث أصبحت تغني هتافات التظاهرات بقوالب مختلفة من الموسيقى والعزف. 

ذو صلة