يعد الحج فرض عين لكل مسلم وهو خامس أركان الإسلام لمن استطاع إليه سبيلاً، وتبدأ المناسك من يوم التروية في الثامن من شهر ذي الحجة ثم اليوم الذي يليه وهو يوم عرفة ومن ثم يوم العيد، ويطلق عليه يوم النحر عند الحجيج حيث يقدمون الذبائح، واليوم الذي يليه هو ثاني أيام العيد ويسمى أول أيام التشريق، وهي ثلاثة أيام ثم بعدها يطاف طواف الوداع وتنتهي بذلك رحلة الحج.
المسلمون في الدول العربية يقومون بطقوس خاصة لأداء الحج، فتميزت منازل الحجيج بتزيينها برسوم شعبية تسرد رحلة الحج والعمرة تعبر عن كونه فناً شعبياً خالصاً يعبر عن جمال تلك الرحلة وما تتركه في نفوسهم حيث لا يُكتفى بالتغني للرحلة بل بتلك الرسوم.
وتتزين واجهات البيوت في القرى المصرية بهذه الرسوم، وتظل هذه الرسوم حتى بعد أداء المناسك موجودة لتزين البيوت دلالة على روعة هذا الفن، فقد قام (أفون نيل) في كتابه عن جداريات الحج وعنوان الكتاب (فن شعبي يرتبط بالحج) في 1995 بتسجيل رسوم البيوت المزينة في قطاعات متعددة من مصر من جنوبها إلى شمالها والسويس وبورسعيد وسيناء.
وتعد هذه الرسوم تسجيلاً للحظات مهمة في تاريخ الإنسان كرسومات الانتصارات في الحروب ورسومات الفراعنة المسجلة على جدار المعابد كمعبد (أبو سمبل) و(فيلة) وغيرها.
وتشمل الرسوم الكعبة ووسائل الانتقال من طائرة وجمال وسفن والمسجد النبوي، وتشتمل على عبارات كـ(حج مبرور وذنب مغفور) و (حج مبرور وسعي مشكور) وغيرها. وكانت تقدم بعض الرسوم وصفاً لرحلة المحمل التي كانت تبدأ من القاهرة حاملة كسوة الكعبة المشرفة والطواف حول الكعبة والوقوف بعرفات والسعي بين الصفا والمروة والاحتفال إلى يوم العيد وذبح الأضحية وزيارة المدينة المنورة حيث قبر الرسول عليه الصلاة والسلام، ويقدم بذلك الرحلة كاملة لمن أدى المناسك بفرحة عارمة بأدائه فريضة الحج.
وقد امتلأت الذاكرة الشعبية بترانيم للحج والعمرة، منها ما هو باللغة العامية أو الفصحى، وكان منها ما يصف الرحلة وآخر يصف الروحانيات التي تتجلى على قلب الحاج، ومنها ما يبتهل ويدعو وأخرى تودع وتهنئ.