في مصر، تتنوع الألعاب التي تربى عليها المصريون قديماً، والمصنوعة غالبيتها من خامات البيئة المتوفرة وغير المكلفة، ومنها الكازوز، الورق، نوى المشمش أو البلح، السيجا، كيكا على العالي، مساكة الملك، صيادين، القطة العاميا، عسكر وحرامية، صلح، تريك تراك، عصفور بعو، الكرة الشراب، صيادين السمك، الكلب الحيران، عنكب شد واركب، نطة الإنجليز، الكَبة، الأولى، نطة الحبل، شد الحبل، دبرني يا وزير، هيلاهوب، عربة الجاز، مصر سورية، كرسي السلطان، الحجلة، عروستي، ملك وكتابة، النحلة، حليب يا لبن، أمك صبية ولا عجوزة، الأسماء، والأفلام، الأرقام..
و(الكازوز) هو غطاء يوضع على زجاجات المياه الغازية، ويقوم الأطفال بجمعه وهو غير مكلف ويقوم بعمل (كاوتش) لصنع عجلة صغيرة، وذلك بجمع الكازوز ويثقب من الوسط ويربط بأستيك على هيئة حلقة ثم يقوم الطفل بوضع بكرة من الخشب داخلها ويوصلها بسلك سميك، وتصبح بذلك عجلة يدفعها أمامه ويجري بها.
وكانت هذه اللعبة هي الأكثر انتشاراً بالنسبة للأولاد. وعن تلك اللعبة كتبت الدكتورة صفاء عبد المنعم في كتابها عن الألعاب الشعبية قائلة: (إن مثل هذه الألعاب تساعد على نمو روح الجماعة والاندماج داخلها، والمنافسة في العمل والتعاون فيما يبنهم على اختلاف أعمارهم، فالصغار يجمعون الكازوز والأكبر يقومون بتبطيطه والأكبر يصنعون الأشكال).
أما اللعبة الأخرى التي كانت منتشرة بشكل كبير، فهي البلي أو الترونجلية كما يطلق عليها البعض أو المثلث أو الدائرة، وتكون بعمل أشكال هندسية يخططها اللاعبون على الأرض ويوضع داخلها البلي حسب الاتفاق بين اللاعبين ويرسم خط على بعد مسافة سبع خطوات بالقدم ويقف عليها اللاعب ويرمي (النيكل) لون واحد والبلي ألوان متعددة، وإذا (طقش) في المثلث وأخرج البلي يكسب اللاعب.
وكذلك الاستغماية والتي يطلق عليها البعض (المساكة) لعبة للأولاد ويشترك فيها مجموعة من اللاعبين، ويتم اختيار لاعب يكون هو المساكة واختيار حائط يكون (أمة) -ناصية الحارة أو الشارع مثلاً- ويجري الأطفال وهو يجري وراءهم، ويتجه اللاعبون نحو الحائط للوقوف عليه والاحتماء به، وإذا أمسك بلاعب أصبح هو المساك، وتتشابه هذه اللعبة مع لعبة كيكا على العالي، وثبت، وخبي ديلك يا عصفور، ومساكة الملك.
وهناك لعبة (القطة العاميا) التي تميل إليها البنات، وتقوم واحدة بربط عينيها بـ(طرحة) وتصبح هي القطة العاميا وتجري وراء البنات، إذا أمسكت بواحدة تصبح هي بدورها القطة العاميا بعد ذلك.
وكل تلك الألعاب الشعبية، وغيرها التي نلعبها على المقاهي أو في البيوت كالشطرنج والضومنة والطاولة والكوتشينة فقدت الكثير من انتشارها بسبب المد التكنولوجي الهائل الذي طغى على حياة البشر سواء في عملهم أو حياتهم الاجتماعية وبالتالي على ألعابهم التي أصبحت بين لوحات وأزرار إلكترونية، بل هناك الكثير من الألعاب التكنولوجية التي استبدلت اللاعب الآخر بلاعب الديجيتال، فأصبح الشخص يلعب مع الكمبيوتر متوهماً أنه يلعب مع آخرين.
وزاد من انتشار الألعاب الحديثة، والتي أزاحت مكانة الألعاب التقليدية، الهواتف المحمولة الحديثة فائقة الجودة. مما نتج عنه تغيير في بيئة المجتمع العربي، الذي كان قائماً في جانب مهم منه على التجمع و(اللمة)، واللعب والتسلية التي كانت تتطلب اشتراك الجميع في اللعب.