إن الألعاب الشعبية تأثرت تأثراً كبيراً بعد ظهور التكنولوجيا فيما يتعلق بممارستها حيث إن الألعاب الشعبية لم يقتصر كونها على مجرد ألعاب فحسب ولكنها مرتبطة بمجموعة من العادات والقيم والتقاليد والممارسات ولم تكن مجرد ألعاب ذهنية أو حركية أو لغوية ولكن كان معها مجموعة من الأغنيات وكانت تمارس في عدد من المناسبات وفي التجمعات المختلفة، ويشير الرصد الميداني للألعاب الشعبية إلى أنها انخفضت إلى حد كبير وبعضها اختفت وأخرى بدأت تظهر.
كما أن الألعاب الشعبية تخلق نوعاً من الحميمية والدفء الإنساني وتصنع نوعاً من أنواع العلاقة المباشرة بين الأفراد سواء كانت علاقة جسدية أو كلامية، وتعتمد على الاتصال سواء كان اتصالاً يعتمد على لغة الجسد أو الحركة أو الكلام. وكانت تلك الألعاب الشعبية بها اختبار لقدرات الذكاء وأيضاً فكرة تحقيق الهدف فكانت تقوي معاني عميقة جداً رغم بساطتها.
أما الألعاب التكنولوجية وألعاب الحاسب الآلي فتخلق نوعاً من اللاإنسانية والعزلة بين اللاعب واللاعب الآخر فهو يخاطب جهازاً وليس إنساناً أمامه، ولكن أعترف أن أطفال هذا الجيل أكثر ذكاء ولكن الألعاب الشعبية كانت تنمي قدرات مهمة جداً مثل قدرة التعرف على الجغرافيا واختبار الجسد واختبار العقل واختبار المشاركة، فكل هذا القدرات لم تعد موجودة بسبب غياب المشاركة حيث كان يتم المقارنة بينه وبين أقرانه للتعرف على مستوى الذكاء أثناء اللعب.
ولابد من إعادة إحياء الألعاب الشعبية في شوارعنا ومدارسنا مرة أخرى؛ لإنهاء جزء كبير من العنف الذي يتم ممارسته في المجتمع؛ لأن الأطفال لا يخرجون طاقتهم في شكل ألعاب حركية أو ألعاب فيها الأقران والمجاميع والمشاركة وتحولت إلى ألعاب بها قدر من العنف والمنافسة الشديدة التي تبث روح الأنانية ومعظمها ألعاب حروب فضلاً عن تصدير بعض الرموز من خلال حركة اللعبة، وطريقة لعبها يمكن أن تهدر أجزاء مهمة من القيم التي تربينا عليها.
أما المقاهي فتمارس بها العديد من الألعاب المشهورة كالطاولة على سبيل المثال وتلك الألعاب تختلف من مكان لآخر والمقهى هو مكان يحفظ جزءاً كبيراً من تراثنا الشعبي؛ لأنه مكان للترفيه والتسلية وتبادل الخبرات الحياتية ولكن ما حدث الآن تم استبدال المقاهي بمقاهي الإنترنت حيث ألعاب التكنولوجيا والحاسب الآلي، وفي القديم كانت المقاهي مكاناً لرواد السير فكانت تستعدى الهلالية وأنا لست ضد التكنولوجيا ولكن مع توظيفها لخدمة تراثنا.