تختلف الألعاب الشعبية باختلاف البيئة التي تكون بها، فمثلاً في القاهرة في مناطق وحواري تمتاز بأن لعبة معينة تلائم الحارة أو الأماكن الضيقة للبيئة. ويختلف الأمر بالنسبة للصعيد والوجه القبلي فتوجد مساحات شاسعة فتكون الألعاب معبرة عن ذلك. فكانت لعبة طيروا، ومساكة الملك، وفتاحة البيبسي هي المنتشرة.
ونجد مثلاً في السويس التي تمتاز بالغناء على صوت السمسمية لعبة (شبر شبرين) يلعبها الأطفال على نغم السمسمية.
كما تختلف الألعاب في البيئة الصحراوية ففي سيناء لعبة (الخضرة والبيضة) وهي عبارة عن عود أخضر وعود (ناشف) ويتم رميهما على الأرض ويلف الأطفال في دائرة وتغنى بعض الأغنيات ثم عندما تنتهي الأغنية عند طفل معين يخرج من اللعبة.
وتعد لعبة دبلي من الألعاب العضلية المفضلة لدى الشباب من الرجال في الأقاليم الصحراوية، وهي أن يشكل مجموعة من الفتية حلقة مستديرة وهم في وضعية الوقوف، بينما يتوسطهم أحد المتطوعين وهو في وضعية انحناء يكاد يكون معها جالساً تماماً، وبينما يتسابق كل الفتية لتسديد ضربات خفيفة للاعب الذي يتوسطهم، يحاول هذا الأخير رد تلك الضربات لمن ألحقها به، دون أن يبادر بالوقوف، وإذا نجح في ذلك التحق بالمجموعة الواقفة على أساس أن يحل محله اللاعب الأول الذي رد له الضربة.
وتعد لعبة قاش من بين أبرز الألعاب الشبابية ذات الخصائص العضلية أيضاً، وتقوم هذه اللعبة على حركات القفز المرحة والرياضية في نفس الوقت، وهي أن يبادر أحد الشباب الذين يلعبون قاش بالتطوع والانحناء في وضعية شبيهة بالركوع، على أن يقوم باقي الشباب بالقفز على التوالي من على ظهر المتطوع، ومن سقط نتيجة فشله في تحقيق قفزة ينعت بالرشيقة، ويحل مكان المتطوع الذي بادر بالانحناء أولاً.
لكن مع انتشار التكنولوجيا الرقمية والحديثة بشكل عام التي ساهمت في تعليم الأطفال الاعتماد على النفس واستخدام العلم الحديث والتعامل مع التطورات التكنولوجية وزيادة المعلومات، ولكن لا ننكر أنها قد تربي داخل الطفل النزعة الفردية والبعد عن الجماعة وعدم الاندماج مع الآخرين، وهذا ما يؤكد الاختلاف عن روح الألعاب السابقة والغاية منها، فيتعلم الطفل الأنانية وعدم ممارسة التعاون والمشاركة وتعلمه العزلة والفردية، وهذه الألعاب مثل (الأتاري)، و(البلايستيشن)، والأكثر انتشاراً الآن ألعاب الإنترنت الجماعية والفردية.
ولا ننسى أن مثل هذه الألعاب الحديثة ساهمت في اختفاء الألعاب الشعبية التي تعبر عن الثقافة في مجتمع ما وهي موروث ثقافي شعبي حيث تكون هذه الألعاب محملة بالتراث الشفاهي الذي ينتقل عبر الأجيال ويرسخ قيم ومفاهيم وثقافة هذا الشعب.