مجلة شهرية - العدد (581)  | فبراير 2025 م- شعبان 1446 هـ

عبدالرزاق عبدالواحد.. رحيل شاعر

يبقى الشاعر العراقي عبدالرزاق عبدالواحد أحد شعراء العرب الذين قدَّموا قصائد جزلة وأثروا العربية بنتاجهم الشعري على الرغم من توجهاته السياسية والدينية. وقد نعت الأوساط الثقافية الشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد الذي توفي في أحد مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس إثر مرض عضال، عن عمر ناهز 85 عاماً.
ولد عبد الواحد عام 1930 في محافظة العمارة بجنوب العراق وتخرج في دار المعلمين “كلية التربية” عام 1952 وعمل مدرساً للغة العربية في المدارس الثانوية.
كان عبد الرزاق عبد الواحد زميلاً لرواد الشعر الحر: بدر شاكر السياب ونازك الملائكة عندما كانوا طلاباً في دار المعلمين “كلية التربية” نهاية الأربعينيات، من القرن الماضي، فهو كتب الشعر الحر أيضاً ولكنه يميل إلى كتابة القصيدة العمودية العربية بضوابطها، وهو من المؤسسين الأوائل لاتحاد الأدباء في العراق.
شغل الشاعر العراقي عدة مناصب في المؤسسات العراقية، وفي العديد من المنظمات والاتحادات العربية الثقافية والفنية، فعمل سكرتيراً لتحرير مجلة “الأقلام”، ثم رئيساً لتحريرها، فمديراً في المركز الفلكلوري، ثم أصبح مديراً لمعهد الدراسات الموسيقية، وعميداً لمعهد الوثائقيين العرب. وشغل الراحل أيضاً منصب رئيس تحرير مجلة “صروح” السورية.
للراحل 42 مجموعة شعرية، أبرزها “قصائد كانت ممنوعة” و“أوراق على رصيف الذاكرة” و“في لهيب القادسية” و“روعتهم الموت” و“عصفت فأوقد أيها الغضب” و“من لي ببغداد أبكيها وتبكيني؟”.
عرف شعره بنزعة قومية عربية.
حصل الشاعر على العديد من الجوائز خلال مسيرته الفنية والشعرية، منها وسام بوشكين في مهرجان الشعر العالمي في بطرسبرغ عام 1976 ودرع جامعة كامبردج وشهادة الاستحقاق منها 1979، وميدالية القصيدة الذهبية في مهرجان ستروكا الشعري العالمي في يوغوسلافيا 1986.
وفاز أيضا بالجائزة الأولى في مهرجان الشعر العالمي في يوغوسلافيا 1999 ووسام “الآس”، وهو أعلى وسام تمنحه طائفة الصابئة المندائيين للمتميزين من أبنائها 2001، وجرى تكريمه ومنحه درع دمشق برعاية وزير الثقافة السوري في 2008 بمناسبة اختيار دمشق عاصمة للثقافة العربية.
من أشعاره

هكذا.. مثلَما تُريدينَ منّي
              سوف أغدو محضَ الصَّديقِ المُسِنِّ
ناصحاً، أو محدِّثاً، أو سميعاً
                  حين تحكين.. غارقاً في التَّمنِّي
دون أن تَسمعي ارتجافاً بصوتي
                  دون أن تلمحي انعطافاً بعيني
خُدعةٌ أنْ لمستِ أوتارَ قلبي
                        فتهيَّأتُ واهماً كي أغنّي
واستَفَقنا، فلا مررتِ بدربي
                   ذات يومٍ، ولا تساءلتِ عني!‍
ذو صلة