مجلة شهرية - العدد (581)  | فبراير 2025 م- شعبان 1446 هـ

البريطانية كارين أرمسترونج .. قصة عشق سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

كتاب “سيرة النبي محمد” هو دراسة قامت بها الكاتبةالبريطانية كارين أرمسترونج، ونشرتها إبّان موجة الكراهية والعداء للمسلمين والإسلام التي انفجرت في الغرب بعد نشر “آيات شيطانية” لسلمان رشدي، وهو لا يُقدّم معلومات جديدة عن حياة محمد، فالكاتبة تعتمد بشكل أساس على المعلومات التي تستقيها من ترجمات وسير النبي الأولى، كما أنه موجّه بصفة رئيسة إلى القارئ الغربي وليس إلى القارئ العربي المسلم.
والكتاب مثال لأسلوب الخطاب والتخاطب وسُبُل الإقناع، وذلك لأن الكاتبة تضع في بؤرة شعورها نفسية ووجدان وأسلوب تفكير المتلقي وإحساسه بذاته، كما أن رؤيتها تبرهن على أن الكاتب لكي يُقنع فعليه أولاً أن يقتنع، وهي بعرضها لحياة محمد صلّى الله عليه وسلّم تبيّن للغربيين أن كراهيتهم وعداءهم له وللإسلام والمسلمين ومرادفتهم لهم بالعنف والهمجية والتخلّف والشهوانية يناقض ما يدعيه الغرب من عقلانية ومن تسامح فكري وعقائدي، وهي بوضعها يدها على هذا التناقض تهدم دفاعات القارئ الغربي، وتصيب زهوه بهويته العقلانية في مقتل.
أما أسلوب كارين أرمسترونج في خطابها فهو أسلوب هادئ النبرة، دافئ، موضوعي ومُوثّق.
وعلى الرغم من أن الكاتبة بريطانية الأصل والنشأة، إلا أنها تحمل رسالة الحب والعدالة والسعادة للإنسان، وقد كرّست جهودها في سبيل النضال عن طريق الكلمة لمقاومة الشر السائد، ويُمثّل الجزء الأكبر منه الآن ممارسات الغرب المستنير المهيمن ضد الشعوب والأفراد، وما ينجم عن ذلك من معاناة وفرقة وانكسار، وسيادة الأحقاد والكراهية والعنف.
ومن كتابتها يتضح أيضاً أنها تحقّقت من أن تلك الأحقاد دافعها المفاهيم المغلوطة والأساطير المختلفة، كما أنها أيضاً وراء ما يتبنّاه الغرب من مواقف إزاء “الآخر” وفى حالتنا هذه فهذا “الآخر” هو الإسلام.
وهى تتعمد تصحيح المفاهيم وتوضيح الأساطير بهدف نشر ما تعتقد أنه رسالة الأديان السماوية، أي القبول والمحبة والوفاق.

العدو محمد
تتعرض كارين في الفصل الأول من كتابها تحت عنوان “العدو محمد” لأسباب عداوة الغرب للإسلام ممثلاً في شخص نبيّه محمد، ولتجلّيات تلك العداوة وأصولها والتهم التي كيلت جزافاً وافتراءً لمحمد وللإسلام، ثم تحوّلت إلى أساطير أصبحت لها مصداقية الحقائق التاريخية. وتعيد تلك العداوة لأسبابها الحقيقية، الجهل والخوف، ثم تحدّد تلك الاتهامات التي تتلّخص في أن الإسلام دين جهالة وأن محمداً مُدّع مارق على المسيحية واليهودية، وأنه أيضاً كان يسعى للكسب السياسي وتحقيق القوة، وإرضاء شهواته، هذا بالإضافة إلى تصوير الإسلام على أنه دين وشريعة حرب، وأن الحرب هي الطريق الذي يسلكه للانتشار والانتصار.
والكاتبة كارين أرمسترونج في عرضها لقائمة الاتهامات تلك، والتي يتّخذها الغرب دوافع للكراهية والازدراء؛ تُبيّن تناقضاتها وجزافيتها، وتوضّح أن دعائمها التي قامت عليها هي الجهل والخوف.
وها هي كارين تؤكد: من المعروف أن جميع أبناء الشرق يعبدون الله وحده، ويعترفون بشريعة العهد القديم وشريعة الطهارة، بل إنهم لا يُهاجمون المسيح ولا الرُسُل، ولا يقصيهم عن الخلاص إلا شيء واحد، ألا وهو إنكارهم أن المسيح عيسى هو الله أو ابن الله وتبجيلهم لمحمد باعتباره نبياً عظيماً للرب الأعلى.
وهكذا، فما أن حلّ منتصف القرن الثاني عشر حتى بدأ انتشار نظرة أدق للإسلام، وإن كان ازدياد الموضوعية لم يبلغ القوة الكفيلة بتبديد الأساطير المعادية للإسلام، بل استمرت الحقائق والأوهام في امتزاجها وتوافقها، بحيث ظلّت الأحقاد القديمة تطلّ برأسها في بعض الأحيان، حتى أثناء المحاولات الصادقة التي بذلها البعض لتوخي العدل والإنصاف، إذ ظلّت صورة محمد صورة دجّال مُنشقّ مهما يكن من أمر المؤرّخ أوتو الذي وضع تصوّراً أقرب إلى العقل لدين النبي محمد.
وكانت أهم محاولات وضع تصوّر موضوعي للإسلام في القرن الثاني عشر الميلادي هي المحاولة التي قام بها “بيتر المبجّل” الذي كان يشغل منصب رئيس دير “كلوني”، وعُرف بمشاعره الإنسانية الرقيقة، إذ قام بجولة في أديرة القدّيس بيندكت في إسبانيا المسيحية، وتكليف فريق من العلماء المسيحيين والمسلمين، برئاسة رجل إنجليزي يُدعى روبرت كيتون بترجمة بعض النصوص الإسلامية، ومن ثم اكتمل ذلك المشروع في عام 1143م، وكان من ثماره أول ترجمة لاتينية للقرآن، ومجموعة من الأساطير الإسلامية وتاريخ إسلامي للعالم، وشرح التعاليم الإسلامية، ورسالة حوارية عنوانها “دفاع الكنْدي”. وكان ذلك إنجازاً رائعاً، إذ أتاح لأبناء الغرب أول فرصة لدراسة الإسلام دراسة جادة، وهكذا راحت كارين أرمسترونج تستعرض موجات العداء للإسلام عند تعرّض المسيحيين آنذاك في الدولة الصليبية في الشرق الأدنى وتعرّضهم لهزائم عسكرية كبرى، وارتفعت موجة جديدة من مشاعر العداء للإسلام في عهد الملك لويس السابع ملك فرنسا أثناء الحرب الصليبية الثانية إلى الشرق الأوسط عام 1147م، وزادت المحاولات الصليبية التبشيرية للتنصر طوال العصور الوسطى حتى شرع البريطانيون والفرنسيون إبّان القرن التاسع عشر الميلادي في غزو أراضي المسلمين، ففي عام 1830 احتلّ الفرنسيون الجزائر، واحتل البريطانيون عدن عام 1839، وتقاسموا استعمار تونس عام 1881 ومصر 1882 والسودان 1898 وليبيا والمغرب 1912 فقسّموا الشرق الأوسط إلى مناطق تحت الانتداب أو تحت الحماية لكل من الجانبين. والعالم الإسلامي اليوم يقرن الإمبريالية الغربية وجهود التبشير المسيحية بالحملات الصليبية، وهو لا يخطئ في ذلك.
وتؤكد كارين: (إن المستعمرين قد أظهروا ازدراءهم الراسخ للإسلام، فانتقد اللورد كرومر في مصر محاولة الشيخ محمد عبده المُفكّر المتحرّر (1905م) لإعادة صياغة بعض الأفكار الإسلامية التقليدية، وأعلن أن الإسلام عاجز عن إصلاح نفسه، وأن العرب عاجزون عن بث حياة جديدة في مجتمعهم، وأن الشرقي يتسم بنزعة طفولية لا رجاء في تغييرها).
وتتابع كارين: (لقد دأبنا على وضع أنماط وقوالب جديدة للتعبير عن كراهيتنا للإسلام التي يبدو أنها أصبحت راسخة في وجداننا، ففي السبعينات تملّكتنا صور أثرياء النفط، وفي الثمانينات كانت الصورة صورة “آية الله” المتعصّب، أما منذ مسألة سلمان رشدي فقد أصبحت صورة الإسلام هي صورة الدين الذي يُهدر دم الإبداع وحرية الفنان؛ ولكن الواقع لا تمثّله أي صورة من هذه الصور، بل يتضمّن عناصر أخرى لا حصر لها، ولكن ذلك لا يمنع الناس من إصدار الأحكام العامة التي تفتقر إلى الدقة).

محمد رجل الله
وتعرض كارين أرمسترونج لحياة محمد صلّى الله عليه وسلّم كما أوردتها كتب السيرة، وفى نبذة عن تلك الكتب تبيّن الكاتبة أن محمداً والإسلام، هما الرسول الوحيد والديانة الوحيدة اللذان تم التأريخ لهما في زمن مبكّر، ثم تعرض وتحلّل أسلوب المؤرخين ومنهجهم في تقصّي الحقائق، وتبيّن كيف أنهم كانوا ينتقلون بين الأقطار بحثاً عن مصادر الروايات الشفاهية، وأنهم بعد ذلك كانوا يقومون بتصفية تلك الروايات، ثم عرض ما يستوثقون من مصداقيته حتى ولو عنى ذلك عرضهم لما لا يتفق مع رؤيتهم الشخصية، وبعد ذلك يتركون للقارئ حرية اختيار الأصلح والأكثر مصداقية.
وفي سردها لحياة محمد صلّى الله عليه وسلّم، تبين أن الإله الذي دعا محمد إلى عبادته هو الإله الذي عبده إبراهيم ودعا إليه موسى وعيسى، أي أن الله ليس اسماً لكيان اخترعه محمد، لكن معنى اللفظ هو الإله الواحد.
بعد ذلك تعدد كارين معتمدة على الموروثات وكتب السيرة صفات محمد الشخصية التي عرفت عنه قبل البعثة، وما كان عليه من صدق وأمانة ودماثة خلق وتعاطف مع المهمّشين من اليتامى والفقراء والعبيد والنساء، وأيضاً ما كان عليه من روحانية وورع. 
وتمضي كارين في محاولة منها لشرح ماهية الوحي وكيفية تلقّي مُحمّد صلّى الله عليه وسلّم له، مبينّة أن محمداً لم يسعَ إلى التجربة، وأنها قد أذهلته وأربكته في بادئ الأمر، ولكي تقرّب مفهوم الوحي من ذهن القارئ الغربي تعقد المقارنة بين ما تلقاه محمد وما تلقّاه الأنبياء السابقون، وبخاصة موسى. وفي محاولة أخرى من كارين أرمسترونج لتقريب المفهوم من ذهن قارئها تتحدّث عن الإلهام الشعري والوحي الفكري، لتبيّن أن هناك ما لا يمكن شرحه عقلانياً مما يأتي به البشر. ثم توضّح أن الوحي بالنسبة لمحمد كان تجسيداً “لكلمة الله” على لسان بشري وبلغة إنسانية، مثلما كان حمل مريم العذراء تلقياً لنفس الكلمة في صورة بشرية. إذاً محمد واللغة من جهة، ومريم من جهة أخرى، هي الأشكال البشرية التي تجسدت فيها كلمة الله، وكان محمد ومريم في وضع المتلقّي البشرى لما هو مقدّس.
ثم تسرد الكاتبة كارين أثر القرآن الكريم في إسلام الكثيرين ممن كانت قلوبهم غلفاً من أهل مكة، وبخاصة عمر بن الخطّاب. ثم تذهب لتشرح خاصية القرآن الروحانية والجمالية الفريدة المتفردة التي ما زالت تمارس الأثر نفسه على جموع المسلمين، وهو ما لا يمكن للقارئ الغربي أن يلمسه من خلال القراءات المتحيزة سلفاً، لأن القارئ الغربي تعوّد على الخطاب الحسي العقلاني.
كما أن كارين تعالج ما تعرّض له محمد مع من آمنوا برسالته من ازدراء واضطهاد وشجاعتهم في مجابهة عتاة مكّة الذين ناصبوه العداء بدافع الخوف والجهالة. 
ولا يخفى على القارئ في هذا الصدد المقارنة الضمنية التي تطرح نفسها بين دوافع الغرب وأسلوب معاداته للإسلام في الماضي والحاضر، وبين موقف أهل مكّة في ذلك الزمن السحيق.

حياة محمد في المدينة
 ومن خلال سرد أرمسترونج لوقائع حياة الرسول صلّى الله عليه وسلّم في المدينة ومحاولته إقامة مجتمع عدل وكفاية؛ تبيّن أنه في جوهره تحقيق للمشيئة الإلهية. وأيضاً من خلال عرضها لغزواته ومعاركه الحربية تقدّم مفهوماً جديداً للجهاد يختلف عن مفهوم الدعاية الغربية المسمومة المحمومة. فخلافاً للسيد المسيح الذي قضى حياته مبشراً مسالماً بالرسالة السماوية؛ خاض محمد معارك إيجابية واعترك مع الواقع ليردع الظلم ويدفع العدوان، أي أنه وبلغة اليوم قدّم المثال على الفعل الإيجابي affirmative Action ذلك الأسلوب الذي يتبنّاه الغربيون اليوم لتحقيق العدالة ومقاومة المظالم والتحيزّات. فحروب الإسلام كانت دفاعية ورداً للعدوان، بالإضافة إلى كونها وسيلة لفرض “السلام الإسلامي pax isLamica” الذي أمكن في ظله وقف حمّامات الدم وإقامة مجتمع عادل أساسه القيم الرفيعة. إذاً، فالجهاد هو النضال المستمر ضد الذات وضد الآخر من أجل تحقيق الإرادة الإلهية والعمل على إسعاد البشرية. إذاً فالإسلام لم ينتصر ولم ينتشر عن طريق السيف، ولم تكن الحرب وسيلة أو هدفاً له قط، وعلى عكس ذلك فهو دين الاستمرارية مع الماضي، وعقيدة سلم وتسامح.
أيضاً، لم يكن محمد قطّ ذلك الفرد الشهواني الذي يصوّره الغرب، وتبلور كارين أرمسترونج هذه الحقيقة في خطابها من خلال علاقة محبّة حميمية دافئة أليفة، وكان أيضاً يعدل بينهن قدر استطاعته البشرية، كما كان يستشيرهن في الأمور العامة والخاصة، ويأخذ بما صلح من المشورة. ثم إنها وعن طريق أسلوب عرضها الرامي لبعض المواقف الحياتية مع عائشة رضي الله عنها تؤكد ذلك البعد الإنساني، وتقدّم صورة تتوهّج ألفة ومحبة، وتؤكد كارين أيضاً أن الحقوق التي حصلت عليها المرأة في الإسلام، والكيان الكريم الذي اكتسبته هما ثورة بجميع المقاييس، كما أن تشريع تعدد الزوجات جاء حداً للممارسات الشهوانية ولانتهاك المرأة الجسدي والاجتماعي وليس العكس، كما أنه كان يخدم ظروفاً اجتماعية قائمة.

أخلص لرسالته واتبع طريق الحب
وفى فصلها الأخير “وفاة الرسول” تعرض كارين لوفاة محمد، وهي لا تتوقف عند واقعة الوفاة، فتقدّم مشهد مرض محمد صلّى الله علية وسلّم ووفاته في حِجر زوجته عائشة مشهداً مفعماً بالأحاسيس التي تمسّ شغاف القلوب، غير أن ما تنقله لنا يؤكد على أن محمداً عاش ومات إنساناً مثل كل البشر، فقد ولد ضعيفاً يتيماً وغادر الحياة وهو يعاني من المرض يتلمس الحب والدفء الإنساني اللذين منحتهما عائشة، لم يمت محمد في ساحة القتال، أو في مقعد المُلك والأبهة، وغادر الحياة بهدوء كما أتاها.
إن إنجازات محمد خلال السنوات الثلاث والعشرين الأخيرة من حياته، تبرهن الكاتبة على أنها ترقى لمرتبة الإعجاز البشرى، للتأكيد على قيمة الإنسان وما يمكنه إنجازه إن هو أخلص لرسالته وآمن بها واتّبع طريق الحب. غير أنها تخصّص الجزء الأكبر من الفصل الأخير لتبين أن المسلمين الأوائل باتباعهم سبيل محمد تمكنوا من الرقي والرفعة، وأقاموا كياناً شاسعاً ساده التسامح والعدل والتعايش بين الأديان مما حقّق التقدّم وخير البشرية.
وتضيف كارين إن عداء أوروبا المسيحية بدأ حينما شعر الغربيون بتهديد لكيانهم وهويتهم، وبناءً على ذلك، وعلى أسس من الجهل التام بالقرآن وبمحمد وبالإسلام بثّوا سموم الكراهية واختلقوا الأساطير وخاضوا الحروب الوحشية المدمّرة ضد المسلمين والإسلام، أي أنهم “نصّروا”، إذا صحّ التعبير، تلك المخاوف والجهالات والأطماع وألبسوها لباس الدين فيما بعد، وبعد سيادة العقلانية ونهضة الغرب استمرت تلك الأساطير تحكم وجدانهم وتشكل توجهاتهم ومواقفهم، ودارت الدائرة، ووجد المسلمون أنفسهم في مأزق ديني وحضاري لم يحاول تفهمه الغرب الذي يتخذ من العقلانية والتسامح والدعوة إلى الحرية والعدالة أسساً حضارية لوجوده. وإزاء الازدراء والكراهية والظلم من جانب الغرب للمسلمين كره المسلمون الغرب، بل “أسلموا” تلك الكراهية، ومن خلال هذا المنطلق تحاول كارين شرح ما يُسمّى بالأُصولية الإسلامية.
وتختتم كارين أرمسترونج رسالتها بقولها إن محمداً لم يمت، فهو يعيش في وجدان كل مسلم وفي أسلوب تفكيره وممارساته الحياتية اليومية، أي أن شخص محمد بالنسبة للمسلمين هو الهوية، وأن الإسلام لن يختفي أو يذوي أبداً، وأن بقاءه في عنفوانه وقوته هو خير للبشرية، لأنه يدعو كما دعا مُحمّد إلى إرساء قواعد الحب والعدل والسلام الإنساني.

مختارات من رسالة كارين أرمسترونج
- لم نقرأ أبداً أن المسيح قد ضحك، لكننا كثيراً ما نجد محمداً يبتسم ويداعب المقربين منه، نراه أيضاً يلاعب الأطفال، ويختلف مع زوجاته ويبكي بحرقة لوفاة أحد أصحابه. إنه أعظم العباقرة الذين عرفهم التاريخ.
- كان صراع محمد مع القبائل اليهودية الرئيسة الثلاث مختلفاً تماماً عن الكراهية الدينية والعرقية التي أدت إلى أن يشعل مسيحيو أوروبا المذابح لمدة تقرب من ألف عام. لم تكن لديه أية رغبة في رفع شعار “الإبادة لليهود” في المدينة.
- كان محمد يحث المسلمين على الوثوق بمستقبلهم إن هم آمنوا أن باستطاعتهم الإتيان بالسلوك المنصف وبتحمل مسؤوليات جديدة في الوقت نفسه الذي كان يحاول أبو سفيان فيه أن يقيم تحالفاً عملاقاً لهدم الأمة.
- غالباً ما يُنظر للحجاب في الغرب على أنه رمز للقمع الذكوري، أما في القرآن فلم يكن سوى جزئية إجرائية تُطبق على نساء النبي. والواقع أن الحجاب لم يقصد به الحط من شأن نساء محمد، بل كان رمزاً على رفعة منزلتهن، واكتسبت نساء النبي بعد وفاته قوة كبيرة. 
- لقد دأبنا في الغرب على مرّ القرون، على أن نتصور محمداً في صورة الرجل الجهم والمحارب القاسي والسياسي البارد، ولكنه كان رجلاً يتميز بأقصى درجات الشفقة ورقة المشاعر، فكان على سبيل المثال محباً للحيوان، وكان يحاول تعليم المسلمين هذا السلوك.
- بعد وفاة محمد، كان النجاح المستمر للمشروع الإسلامي مبرراً للجهد السياسي، وغدا برهاناً على الاعتقاد في أن إعادة تنظيم المجتمع وفقاً لمشيئة الله تؤدي إلى سيادته. فما لبثت الجيوش العربية أن أسست إمبراطورية امتدت من جبال الهملايا حتى جبال البرانس، وفى البداية كان ذلك يوحي برغبة العرب في بناء إمبراطورية أكثر من كونه إيحاءً من القرآن، وهكذا فلم يحاول العرب إجبار شعوب تلك البلاد على اعتناق الإسلام.
كارين أرمسترونج في سطور  
-“كارين أرمسترونغ” بالإنجليزية:
(Karen Armstrong)
- مؤلفة بريطانية لعدة كتب في مقارنة الأديان وعن الإسلام.
- كانت راهبة كاثوليكية لكنها تركت الكاثوليكية.
- هي عضو في الحلقة الدراسية عن عيسى. 
- من أقوالها: (كل التقاليد العظيمة تقول تقريباً الشيء نفسه بالرغم من الاختلافات السطحية).
- مؤلفاتها: 
تاريخ الرب: بالإنجليزية: 
A History of God: The 4,000-Year Quest of Judaism، Christianity and Islam)
الكتاب المقدس: سيرة حياة  2007، بالإنجليزية: 
(The Bible: A Biography)
التحول العظيم: بداية تقاليدنا الدينية 2006، بالإنجليزية: 
(The Great Transformation: The Beginning of Our Religious Traditions)
محمد: نبي لزماننا 2006، بالإنجليزية: 
(Muhammad: A Prophet For Our Time): 
ترجمته إلى العربية فاتن الزلباني، وصدرت الترجمة عن دار “سطور جديدة” عام 1998.
تاريخ قصير للأسطورة 2005، بالإنجليزية: 
(A Short History of Myth)
The Spiral Staircase (2004)
Faith After September 11th (2002)
The Battle for God: Fundamentalism in Judaism، Christianity and Islam (2000)
بوذا 2000، بالإنجليزية:
(Buddha)
الإسلام: تاريخ موجز 2000، بالإنجليزية:
(Islam: A Short History)
في البدء: تفسير جديد لسفر التكوين 1996، بالإنجليزية: 
(In the Beginning: A New Interpretation of Genesis)
القدس: مدينة واحدة وثلاث عقائد 1996، بالإنجليزية:
 Jerusalem: One City، Three Faiths)
A History of God: The 4000-Year Quest of Judaism، Christianity and Islam (1993)
The End of Silence: Women and the Priesthood (1993)
The English Mystics of the Fourteenth Century (1991)
محمد.. سيرة للنبي 1991، بالإنجليزية: 
(Muhammad: a Biography of the Prophet): اشترك في ترجمته إلى العربية الدكتورة فاطمة نصر والدكتور محمد عناني.
Holy War: The Crusades and their Impact on Today›s World (1988)
The Gospel According to Woman: Christianity›s Creation of the Sex War in the West (1986)
Tongues of Fire: An Anthology of Religious and Poetic Experience (1985)
Beginning the World (1983)
The First Christian: Saint Paul›s Impact on Christianity (1983)
Through the Narrow Gate (1982)
ذو صلة