مجلة شهرية - العدد (580)  | يناير 2025 م- رجب 1446 هـ

هجر تفقد أديبها رحيل عبدالله الشباط

فقد الوسط الثقافي والصحفي في المملكة العربية السعودية عبدالله بن أحمد الشباط، وهو أحد الرواد الذين كان لهم حضور ثقافي متميز توج بتكريمه في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (جنادرية 29) بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى.
ولد عام 1353هـ في المبرز بالأحساء. درس الابتدائية في مدرسة الهفوف الأميرية وحصل على شهادتها عام 1369هـ، والتحق بالمعهد العلمي بالأحساء وواصل دراسته في المعهد حتى نهاية عام 1374هـ، ثم واصل دراسته وحصل على دبلوم صحافة من القاهرة.
عمل مدرساً لفترة قصيرة في القطيف ثم صفوى. عمل أميناً للمجلس البلدي بالدمام، ثم مساعداً لرئيس بلدية الخبر عام 1382هـ، ثم رئيساً لبلديات المنطقة المحايدة حتى عام 1388هـ. أسهم في إنشاء أول مكتبة عامة بالقطيف عام 1367هـ.
عمل رئيساً لتحرير مجلة (هجر) التي أصدرها النادي الأدبي بالمعهد العلمي بالأحساء. أصدر مجلة الخليج العربي بالأحساء، حيث صدر منها 6 أعداد ثم توقفت، وعاودت إصدارها أسبوعياً من مدينة الخبر في بدايات 1378هـ كجريدة ثقافية اجتماعية، وكان ذلك بالتعاون مع الأستاذ محمد أحمد فقي الذي رأس تحريرها.
يقول في حوار صحفي معه عن تلك التجربة: (لقد استطاعت -الخليج العربي- في ذلك الوقت أن تلقي حجراً في مياه الثقافية التقليدية الراكدة آنذاك، وقد أدّت دوراً بارزاً في خدمة المجتمع، وهو دور لا تستطيع أن تلعبه لو أُتيح لها الظهور من جديد لأنها ستكون من يسابق السّيارة وهو يتوكأ على عكّاز).
وعن الثقافة في الخليج يقول في حوار أجراه عقيل المسكين ونشر في (مجلة الواحة): منذ سن اليفاع وأنا أتابع الأنشطة الأدبية لكثير من رموز الثقافة في منطقة الخليج العربي: عبدالله زكريا الأنصاري، وفهد العسكر (الكويت)، إبراهيم العريض، أحمد محمد الخليفة (البحرين)، عبدالرحمن المعاودة (قطر)، عبدالرحمن العبيد، وأحمد الراشد المبارك (السعودية) وغيرهم، وأتوق للإلمام بشيء من مسيرتهم، ومتابعة كتاباتهم. فكانت البداية أن نشرت سلسلة مقالات في مجلة (الإشعاع) تحت عنوان (أدباء الخليج العربي)، ثم رأيت أن هذه الطريقة هي أحسن وسيلة لإبراز تلك الرموز والحفاظ على تراثها الأدبي، مما حفّزني على الاستمرار في هذا الميدان، وكان لعلاقاتي بالإخوة الشيخ عبدالحميد الخطي -رحمه الله- والشيخ عبدالله بن الشيخ علي الخنيزي، ومحمد سعيد الخنيزي، ومحمد سعيد الجشي، ومحمد سعيد المسلم، وغيرهم كبير الأثر في الانفتاح على المطالعة، ومتابعة المسيرة الثقافية في الوطن العربي.
وعن سر تعلقه بالأدب والشعر يقول: (يكمن في أنني اتخذتُها حرفة، وهي حرفة من لا حرفة له. ومن احترف حرفة عشقها وتفانى في عشقها، وإن كنت أحس من نفسي التقصير في هذا المجال، من جانب آخر يرى أن العلاقة بين أدباء الجيل الماضي والأدباء المعاصرين لا تُقاس بالكيف ولا بالكم لأنها علاقة تمازجت فيها عواطف الأبوّة والأستاذية والصحبة بعواطف البنوّة والتلمذة والصداقة، ولئن كان أولئك هم الشموع الذين استضاء بهم هؤلاء في أوليات حياتهم وطلبهم وتأدبّهم فإن هؤلاء حملوا الراية وطرقوا أبواب المجالات الثقافية والاقتصادية والسياسية وغيرها، إلا أنهم مهما بلغوا من العلم فإنهم لن ينسوا أبداً تلك البدايات البسيطة التي تلقوها على أيدي أولئك الكبار في علمهم وخلقهم وحبهم لمن حولهم).
الأديب الراحل عبدالله الشباط كان له حضور مميز، حيث كتب في أكثر الصحف والمجلات المحلية ومن ضمنها جريدة اليوم، وألقى عدداً من المحاضرات في الجمعيات والأندية الأدبية والثقافية بالمملكة، وقد أقام له الأستاذ عبدالمقصود خوجة حفلاً تكريمياً في إثنينيته المعروفة بجدة بتاريخ 6/ 6/ 1416هـ.
له عدة مؤلفات صدر منها: أبو العتاهية: لمحات من حياة حافلة، أحاديث بلدتي القديمة، صفحات من تاريخ الأحساء، أدباء من الخليج (الحلقة الأولى)، الفقيه الشاعر عبدالله بن علي آل عبدالقادر، شاعر الخليج: صفحات مجهولة من أدب خالد الفرج، حمدونة.. مجموعة قصص قصيرة، الخُبَر (سلسلة هذه بلادنا)، صفحات من تاريخ الأحساء، الأحساء: أدبها وأدباؤها المعاصرون.

ذو صلة