(قبل أن تسكن الدار سل عن الجار)
مثل شعبي ذكرني بحكاية ذلك الرجل الذي يسكن بجوار جارته سارة، كانت وفية وكريمة تمد لجارتها يد العون، مرة خبز، وأخرى فاكهة، وثالثة خضار، وما تيسر من طعام. ماتت سارة، وانقطعت الزيارة، وانطفأت مصابيح الدار. جارة جديدة أعقبتها، لا سلام، ولا كلام، ولا حتى القليل من الطعام.. الناس أجناس.
للصعود إلى أعلى خذها درجة درجة على السلم، دون استعجال، ولا تهور، كي لا يختل توازنك فتسقط.
أما النزول إلى أسفل، وهو الأمهل؛ فإنه لا يحتاج إلى تعليق لأنه يعني السقوط بعينه.
مؤشر لا يبشر بخير، يزداد سوءاً وبؤساً: ثمانية في المئة من سكان هذا الكوكب الأرضي متخمون أكثر من اللازم، وستة ملايين من المعدمين يموتون كل عام. خير الشيء الوسط: لا متخم ولا معدم، وإنما بين بين، رحمة بالجياع.