مجلة شهرية - العدد (580)  | يناير 2025 م- رجب 1446 هـ

عبدالله بن حمد الحقيل.. رحلة أمين اللغة الأخيرة

شاء الله أن يجمعني بالراحل الأديب والمؤرخ عبدالله بن حمد الحقيل في إحدى أماسي الشعر بمهرجان ربيع الشعر العربي الذي تنظمه مؤسسة البابطين الثقافية بدولة الكويت شاركته عن قرب تذوقه للشعر العربي وتفاعله مع كل قصيدة وأسلوب شاعرها، لم يبخل علي وقتها بالتوجيه والمناقشة –كعادته مع تلاميذه– مما يدلل على حرصه رحمه الله على لغته العربية وغيرته عليها مروراً على مقالاته ومؤلفاته في أدب الرحلات التي عرف بها وفي آخر ليلة من ليالي شعر اتفقنا على إكمال ما بدأناه بعد عودتنا للعاصمة الرياض، لتأخذنا الأقدار في دروبها ونفجع برحيله الأبدي عن دنيانا مؤخراً، رحل إلى جوار ربه عن عمر ناهز 80 عاماً بعد معاناته مع مرض ألم به مؤخراً، رحل وبقيت سيرته العاطرة المليئة بالتحديات والمنجزات، فالراحل عبدالله بن حمد الحقيل يعد أحد أعمدة الأدب والثقافة في المملكة، ولد عام 1357هـ بمحافظة المجمعة، وتخرج  في  كلية اللغة العربية 1958، وحصل على دبلوم التربية من بيروت 1962 وعلى الماجستير من جامعة أكلاهوما 1973. التحق بالعمل بوزارة المعارف 1959 حيث عمل مدرساً فموجهاً تربوياً، ومن ثم مديراً لمدرسة اليمامة الثانوية في الرياض، فأميناً عاماً للمجلس الأعلى لرعاية الآداب والعلوم والفنون، ثم مديراً لإدارة الكتب، ثم مديراً لإدارة التخطيط التربوي، ثم مديراً عاماً مساعداً للإدارة العامة للإحصاء والبحوث، ثم خبيراً تعليمياً، ثم مستشاراً تعليمياً. كما ندب مدرساً للغة العربية وآدابها في كل من الجزائر ولبنان، ثم نقل خدماته إلى دارة الملك عبدالعزيز في الرياض التي تدرج بها حتى أصبح أميناً عاماً للدارة ومديراً عاماً، له مشاركات بالكتابة في الصحف والمجلات ومشاركاته في المواسم الثقافية والأدبية. وله ديوان شعري بعنوان (شعاع في الأفق) علاوة على مؤلفاته الأخرى: كتب ومؤلفون في التربية والأدب واللغة والتاريخ، رحلات وذكريات، على مائدة الأدب، رمضان عبر التاريخ، صور من الغرب، من أدب الرحلات، الشذرات في اللغة والأدب والتاريخ والتربية، رحلات إلى الشرق والغرب. عرف رحمه الله بالخلق الرفيع واشتهر بدفاعه عن اللغة العربية والكتابة عنها، كما أنه يعد من رجالات التربية والتعليم الرواد.

ذو صلة