هل النساء يستطعن العيش في قرى ومجتمعات مغلقة بعيداً عن السلطة الذكورية، ودون أدنى اختلاط بالرجال؟ وهل يستطعن مواجهة المعاناة اليومية، وظروف الحياة الصعبة، والأعمال الشاقة التي تحتاج إلى سواعد الرجال؟ وهل تتوافق هذه العزلة النسوية مع فطرة الله التي فطر الناس عليها، والتي تقتضي أن يتزاوج الرجال بالنساء في إطار علاقات شرعية، فيصبح الرجل لباساً للمرأة، والمرأة لباساً للرجل، وتتحقق بينها المودة والرحمة، وحفظ النسل البشري؟ وهل العنف الذي يمارس ضد المرأة في العديد من دول العالم يتطلب أن تعيش النساء في عزلة اختيارية عن الرجال؟
هذه كلها تساؤلات وأفكار راودتني وأنا أطالع يوماً بعد يوم تلك الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام عن القرى النسائية التي بدأت تنتشر في العديد من دول العالم، وآخرها تلك القرية التي أنشئت حديثاً للنساء في مناطق سيطرة الأكراد شمال سوريا، وهي قرية (جنوار) التي تقتصر على النساء والأطفال، ويُحظر على الرجال الإقامة فيها.
و(جنوار) ليست الأولى من هذا النوع، بل سبقتها مجموعة من القرى التي تحكمها (نون النسوة)، انتشرت في مجموعة من دول العالم، مثل: البرازيل وكينيا وتايلاند وغابات الأمازون وصحراء المغرب العربي ومصر.. وهي تجمعات أنثوية خالية من الرجال، تضم نساء قررن الاعتماد على أنفسهن لتوفير احتياجات المعيشة والاكتفاء الذاتي بعيداً عن تسلط الرجل.
أول قرية
ظهرت أول قرية للنساء في جنوب شرق البرازيل نهاية القرن التاسع عشر، وبالتحديد عام 1891م، وهي بلدة (نويفا دي كوردييرو)، التي تأسست على يد سيدة تُدعى (ماريا دي ليما)، تلك المرأة التي اضطرت إلى ترك مسقط رأسها بعد اتهامها بالخيانة الزوجية، حيث تم إرغامها على الزواج بشخص لم تكن ترغب به.
وأصبح هذا التجمع الذي ذاع صيته وأطلق عليه (كوكب النساء) مكاناً يجمع النساء اللواتي يعانين من السمعة غير الطيبة، واللاتي أوقع بهن رجال الدين عقاب الحرمان الكنسي الذي شمل الجيل الخامس من ذريتهن، وتدريجياً أصبحت هذه القرية شبه نسائية خالصة تحكمها قوانين المرأة، حتى الأعمال الشاقة تقوم بها النساء، مما يعني أنه ينبغي لأي رجل يرغب في العيش بهذه البلدة أن يفكر ملياً قبل اتخاذ القرار، إذ سيجبر على الخضوع للقوانين السائدة فيها.
الاستنجاد بالرجال
ولكن في السنوات الأخيرة، بدأ نساء القرية يمللن من العيش بمفردهن دون زواج، فأطلقن صرخة استنجاد بالرجال، حيث أعرب قرابة 600 امرأة تتراوح أعمارهن بين 20 و35 عاماً عن رغبتهن الجامحة في الزواج من رجال يتقدمون لخطبتهن والعيش معهن، غير أنهن اشترطن على كل من يفكر في ذلك أن يلتزم بقواعدهن، كما يتعيّن عليهم أن يتفهموا أن هذا الركن من الريف البرازيلي هو عالم نسائي خالص إلى حد كبير.
فكما ورد على لسان إحداهن تقول: «كلنا نحلم بالحب والزواج، لكننا لا نريد ترك قريتنا بحثاً على زوج، بل نريد رجالاً مستعدين لترك حياتهم ليصبحوا جزءاً من حياتنا، لذلك على الرجال الذين يرغبون بالقدوم إلى القرية أن يوافقوا على شروطنا والتقيد بقوانينا».
في حين نجد بعض نساء القرية يخشين تدفق الرجال إليها، خشية أن يفسدوا نظام الحياة السائد فيها، ويرين أن النساء يقمن بالعديد من الأشياء أفضل من الرجال، وأن القرية الآن أجمل وأكثر نظاماً وألفةً منها إذا كان الرجال قائمين عليها.
التواصل مع الأزواج
والقوانين المعمول بها في هذه البلدة، والتي وضعتها النساء، تقضي بإرسال الذكور إلى الخارج بعد بلوغ سن 18 عاماً، أما المتزوجات من سكان القرية فيتواصلن مباشرة مع أزواجهن في العطلات الأسبوعية والإجازات والأعياد الوطنية، حيث أن بعض هؤلاء السيدات اللواتي يعشن في القرية متزوجات بالفعل، ولديهن عائلات، لكن أزواجهن وأي أبناء لديهن ممن تزيد أعمارهم على 18 عاماً يذهبون إلى العمل بعيداً عن القرية، ولا يسمح لهم بالعودة إليها إلا خلال عطلات نهاية الأسبوع، مما يعني أن السيدات هنّ المتحكمات في ذلك المجتمع الريفي، حيث تتولى المرأة مسؤولية كل جوانب الحياة، بدءاً من الزراعة وحتى تخطيط السكن.
أوموجا الكينية
وفي شمال كينيا نجد قرية (أوموجا) الخاصة بالنساء، والتي تأسست عام 1990م على يد (ريبكا لولوسولو)، وأصبحت حتى اليوم الرئيسة الحاكمة لها، وهي امرأة لاذت بالفرار من قريتها (سامبورو)، غرب العاصمة (نيوربي)، في مطلع تسعينات القرن العشرين، وذلك بعد أن تعرّضت لحادثة اعتداء من قِبل 3 جنود بريطانيين يتبعون الأمم المتحدة، وعندما حاولت أن تستعين بزوجها للقصاص ممن قاموا بذلك، قام بضربها وتعذيبها، لتجول في الصحراء لمدة 90 يوماً، ثم رحلت برفقة 16 من الناجيات من حوادث العنف، اللاتي مررن بنفس تجربتها أو بتجارب مشابهة، واستقرت في حقل مهجور تحول بعد فترة قصيرة إلى قرية أوموجا، التي باتت ملاذاً آمناً للنساء والفتيات اللاتي اتخذن قرار الهروب من حياة العنف التي يعشنها في قبيلة سامبورو، حيث قهر الرجال والمعاناة التي يتعرضن لها نتيجة الاعتداءات البدنية والنفسية، بالإضافة إلى الهروب من الزواج المبكر.
العزلة النسوية
و(أوموجا) تعني باللغة السواحلية (الوحدة)، أو (العزلة)، وهي ممنوعة على الرجال، وتضم 47 امرأة، و200 من الأطفال. وقد تطورت اليوم وأصبحت قرية مكتفية ذاتياً، إذ احترفت النسوة الزراعة وصناعة المجوهرات وغيرها من الحرف اليدوية، وتم فتح القرية كمنطقة جذب سياحي، ومن خلال السياحة والمنتجات الزراعية، استطعن بناء قرية متكاملة، قائمة على العنصر النسائي فقط، ولها مواردها الخاصة، عن طريق بيع الحلي والمجوهرات للسائحين.
وتقول ريبكا، رئيسة القرية: إن الرجال ممنوعون من العيش في القرية، ولكن يمكنهم زيارتها بشرط التزامهم بالقواعد التي تفرضها (النسوة). وتؤكد أن أهدافها هي تحسين سبل العيش للنساء بسبب تفشي الفقر وإعالة النساء اللواتي تخلت عنهن أسرهن، فضلاً عن إنقاذ وإعادة تأهيل الفتيات اللاتي هربن أو طردن من منازلهن بسبب الحمل أو الزواج المبكر. ورغم كل التحديات، تبقى أوموجا بمثابة نموذج ناجح لتمكين النساء في المجتمعات التي تمارس ثقافات سلبية تشكل عنفاً ضد المرأة.
جزيرة النساء
وفي طاجيكستان، نجد (جزيرة النساء)، التي تقع بالقرب من جبال علاء الدين، ذات الطبيعة الجبلية والمناخ الثلجي، وفيها تعيش النساء منعزلات عن باقي أجزاء الجمهورية، حيث تقوم حياتهن على تربية الأغنام والماعز، بعد هجرة أزواجهن للعمل، حيث يغادر طاجيكستان مليون رجل للعمل في روسيا كل عام، والبعض منهم يكوّن عائلة جديدة بعد هجرته، أو يطلق زوجته ولا يعود إلى دياره أبداً، وتُترك الزوجة مُعدمة ومُطالبة بالقيام بدور الرجل والمرأة معاً.
إنْمَل المغربية
وتتكرر نفس التجربة في المغرب، حيث نجد قرية إنمل، التي تقع على بعد 70 كيلومتراً من مدينة ميدلت، وتعيش عزلة اختيارية لنسائها وسط الجبال، بعد أن غادر الأزواج إلى كبريات المدن بحثاً عن العمل، وتأمين متطلبات الحياة لأسرهم، فيما تكد أزواجهن للقيام بدور الأم والأب، وعلى وجوههن سمات الأنفة والثقة بالنفس والمروءة والكبرياء والقدرة على تحمل المسؤولية وأعباء الحياة.
قرية مصرية
وفي مصر نجد مثالاً لقرى النساء، يتمثل في قرية السماحة، التي تتبع مدينة إدفو بمحافظة أسوان جنوب مصر، فقد قامت الحكومة المصرية منذ 18 عاماً بتخصيص هذه القرية للنساء فقط من الأرامل والمطلقات وأطفالهن، ولا يسمح للرجال بالدخول إليها على الإطلاق، ومن تفكر من سكان القرية في الارتباط والزواج يتم طردها على الفور.
وقد بدأ مشروع هذه القرية عام 1998م، عندما اتخذت وزارة الزراعة قراراً بتخصيص قريتين جديدتين للسيدات المطلقات والأرامل فقط، وتقع الأولى منهما في مشروع النوبارية بمحافظة البحيرة شمال مصر، وتقع الثانية في مشروع وادي الصعايدة بمحافظة أسوان جنوب مصر. وكان الهدف منهما هو الحفاظ على مستقبل الأبناء داخل الأسر التي فقدت عائلها، وخوفاً عليهم من الانحراف أو التشرد أو الضياع، بجانب مساعدة الأسر المعيلة التي فقدت الأب على توفير مصدر رزق لهم.
وفي القرية يتم منح كل سيدة منزلاً وقطعة أرض مساحتها 6 أفدنة، فمساحة الأراضي الزراعية بالقرية تبلغ 1818 فداناً، ويتم تقديم الكثير من المساعدات لسيدات القرية من خلال القائمين على المشروع أو المنظمات الدولية، حيث يتم توفير أثاث ومفروشات وأدوات زراعية ومستلزمات الزراعة لهن، ومنحهن قروضاً قصيرة الأجل يتم تسديدها بعد مرور عام واحد، وأيضاً قروض لتربية الحيوانات يتم تسديد قيمتها خلال 3 سنوات.
303 أسر
ويعيش في هذه القرية حوالي 303 أسر ، عبارة عن نساء فقط مع أولادهن، ومنازل القرية مكونة من طابق واحد، وقامت الحكومة بدعم هذه المنازل مالياً، حيث تسدد السيدة الأقساط مقابل الانتفاع بها، وفي حال ثبوت زواج أي سيدة منهن يتم سحب الأرض والمنزل منها، لأنها أخلت بشروط الانتفاع والإقامة بالقرية.
المشروع، طبقاً لرؤية الحكومة المصرية، يهدف إلى الحفاظ على مستقبل أبناء الأسر التي فقدت عائلتها وأصبحت الأم هي المعيلة الوحيدة لهم، وتمكينها من توفير مصدر رزق لها ولأولادها، وفي حالة وصول أبناء أي سيدة من الذكور لسن الزواج وزواجه بالفعل يتم إخراجه من القرية. وقد اعتادت السيدات في القرية أن يعتمدن على أنفسهن في إدارة الشؤون المعيشية، فالمرأة تحرث الأرض، وتربي الماشية والطيور المنزلية، وتأكل من منتجات الألبان، وتصنع الخبز البلدي دون الاعتماد على زوج لها.
وإذا نظرنا إلى البرنامج اليومي لسيدات القرية، نجد أنهن يستيقظن في الصباح الباكر، ثم يوقظن أبناءهن للذهاب إلى المدرسة بعد إعداد الإفطار لهم، في حين تشد الأم أدواتها إلى الأرض الزراعية المخصصة لها، ولا تبالي بمشقة العمل فقد اعتادت على هذا الأمر، والجميع يعمل في مجتمع زراعي يزرع ويحصد دون رجال.
جنوار السورية
وأما أحدث القرى النسائية فهي قرية (جنوار) في منطقة الدرباسية غرب كردستان، والتي تقع في مناطق سيطرة الأكراد شمال سوريا، والملاصقة للحدود التركية، وتعني بالعربية (مأوى المرأة) أو (أرض المرأة)، أو (موطن المرأة) بالكردية، وهي قرية للنساء فقط، تعد تجربة فريدة من نوعها في سوريا والشرق الأوسط، حيث يُحظر على الرجال الإقامة فيها، ولكن يحق لهم زيارة أقاربهم في هذه القرية.
وقد جاءت فكرة بناء القرية كتجربة لمحاولة الحياة الطبيعية بعيداً عن التطور التكنولوجي والقوانين الوضعية والأنظمة الرأسمالية التي تستهلك الإنسان وتحوله إلى سلعة وآلة، واستمدت منظمات نسوية كردية فكرة القرية من القرى التي يقطنها النساء وأطفالهن فقط في غابات الأمازون، ولذا يلقبن أنفسهم باسم (نساء أمازونيات).
وبدأ تشييدها في مارس 2017م، في أرض شبه صحراوية لبث الحياة فيها، وافتتحت رسمياً في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، في 25 نوفمبر 2018م، كصورة للاحتفال من النساء الكرديات بهذه المناسبة، وهي تعتمد على الزراعة كمصدر للغذاء، وتخطط النسوة لتوسيع الرقعة الزراعية لتصدير منتجاتها كمصدر للدخل، إلى جانب بعض الأعمال اليدوية الأخرى.
والنساء اللائي بنين هذه القرية، ينتمين لمختلف المنظمات النسوية الموجودة في مناطق سيطرة الأكراد في نواحي محافظة الحسكة، وقد اقترحن فكرة المشروع منذ عام 2015، ووافقت عليه هيئات تعنى بالمرأة في (روجآفا) بعد عام من الاجتماعات التي تتعلق بآلية تأسيس قرية كهذه، والتي لن تكون حكراً على الكرديات فقط، بل ترحب بكل راغبة في العيش فيها بغض النظر عن قوميتها ودينها وطائفتها.
وقد قامت النساء اللواتي عملن في إعمار القرية بصناعة اللبنات أو القرميد الطيني مستفيدات من توافر المواد الخام في المنطقة، كما زرعت مجموعات أخرى الأشجار بدلاً من بناء الجدران، كسياج حول القرية لتكون صديقة للبيئة. وهناك 15 مؤسسة ومنظمة نسائية أسهمت جميعها في بناء القرية، من أبرزها: اتحاد ستار وتنظيم المرأة في البلديات ومؤسسة العلاقات الدبلوماسية للمرأة.
30 منزلاً
وتتألف القرية من 30 منزلاً في الوقت الحالي، وقد جُهزت بمستوصف صحي، وتم تأمين أنواع مختلفة من الأعشاب الطبية والمختصات في استخدامهن لمعالجة الأمراض الخفيفة بالطب البديل، كما تم تزويدها بـ200 رأس من الأغنام.
كما جُهزت القرية بمدرسة ابتدائية لتعليم أبناء النساء اللواتي استشهد أزواجهن ولديهن أطفال، بالإضافة إلى أكاديمية للعلوم النسائية يتم فيها تدريس تاريخ المرأة وبطولاتها على مدار التاريخ، وهناك متحف يضم كل ما يتعلق بتاريخ المرأة من أعمال وصور وقطع أثرية، هذا إلى جانب مسرح ومخبز ومزرعة لزراعة الخضروات، ومقهى ومطعم للضيوف ومجلس للمرأة ومشغل للخياطة. ولها وحدات حماية من الشرطيات الشابات اللواتي تتمثل مهمتهن في حماية القرية من أي عنصر دخيل أو خطر محتمل.
ونساء القرية يعتمدن في الاقتصاد على ما ينتجنه بأنفسهن، وما يزرعنه وينتجنه من الأعمال اليدوية والحرف التي يعملن فيها، حيث تضم القرية محالاً للخياطة وعمل المنتجات اليدوية والألبسة، وسيكون لها منفذ لبيعه للقرى المجاورة.
مؤيدون ومعارضون
وفي مواقع التواصل الاجتماعي، تعددت الآراء حول فكرة إنشاء هذه القرية بين ثناء وذم، فالنساء ممن أثنين على القرية يعتبرنها خطوة تعبر عن قدرة النساء على القيام بأعمال عُدت حكراً على الرجال، كالزراعة والقيام بصناعة الطوب اللبن، وقيادة آليات البناء الضخمة. في حين أثارت القرية سخرية البعض الآخر ممن راهنوا على مدى قدرة هذه القرية على الصمود، باعتبارها تخالف الفطرة البشرية التي تقتضي قيام مجتمع مختلط يجمع بين الذكور والإناث، ليحدث التزاوج والتناسل، والسكن والمودة والرحمة، وتستقيم الحياة الطبيعية التي أرادها الله سبحانه.
في حين تؤكد (رومت هفال)، المشرفة على القرية، أنها ليست للفصل بين الرجل والمرأة، بل هي مكان آمن لحماية النساء اللواتي فقدن معيلهن في الحرب، أو الأرامل والأمهات الوحيدات اللواتي يقع على كاهلهن تربية أطفالهن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، كما أنها وسيلة لتنظيم صفوف النساء وتوعيتهن وتدريبهن على الحماية الذاتية.
أما (فراشين زردشت)، وهي عضو في لجنة بناء قرية جينوار؛ فتقول: إن نساء القرية أصبحن قادرات على التفوه بكلمة (لا) في وجه ما يرفضنه، وأصبحن قادرات على لفظها في وجه المجتمع الذكوري الذي يراها سلعة ومتعة، ويجردها من حقوقها، كما أصبحن قادرات على كتابة تاريخ جديد لهن، والتخلي عن المجتمع بما يشتمله من قوانين وأفكار وثقافات لا تناسب حريتهن، وذلك من خلال بناء مجتمعهن الخاص الذي اخترنه بلا رجال وبلا قوانينهم، ليصغن له دستوره الخاص داخل قرية يمنع فيها الرجال.