هذا هو الكتاب الرابع ضمن سلسلة كتب حول الموضوع النووي أطلقها ريتشارد رودس عام 1986 عندما نشر كتابه الشهير (صنع القنبلة النووية). في هذا الكتاب الجديد (شفق القنابل) يؤرخ رودس لمعظم التطورات الرئيسة المتعلقة بالأسلحة النووية منذ نهاية الحرب الباردة.
يعتقد الكاتب أن القنبلة النووية -بعكس ما يعتقده الكثيرون- لا توفر سوى إحساس وهمي بالأمان, وتشكل خطراً كبيراً على البشرية, ولذلك يجب التخلي عنها ومنعها بالكامل. يكتب رودس بأسلوب أقرب إلى الأسلوب الصحفي منه إلى التاريخي، ويجري مقابلات مع رجال سياسة ودبلوماسيين وخبراء فنيين مرتبطين بعملية نزع الأسلحة النووية منذ عقدين من الزمن, ويشرح نشاطات مثل تفتيش المواقع النووية أو التفاوض على اتفاقات عالمية مهمة مثل اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية واتفاقات بين روسيا والولايات المتحدة لحماية الأسلحة النووية والمواد الانشطارية.
بعد فصل يتحدث عن تاريخ القنبلة النووية في جنوب أفريقيا، حيث يورد رودس بعض الأزمات المعاصرة من زاوية نووية كانت تحمل بشكل فعلي أو كامن القدرة على دمار البشرية، وبشكل محدد حرب الخليج 1990-1991، اختبارات التفجيرات النووية في الهند وباكستان عام 1998، الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، والأسلحة النووية التي تمتلكها كوريا الشمالية. ولكن يغيب عن الكتاب بشكل واضح الأزمة النووية الخطيرة التي يشكلها الملف النووي الإيراني. رغم هذا ينجح رودس عبر معرفته الواسعة في عالم الأسلحة النووية وأسلوبه الشيق والبسيط في التعبير عن معارضته الأخلاقية لمفهوم الردع النووي بشكل عام.
الناشر: نوبف، 2010