أحد المشاهد الفكرية المثيرة للسخرية التي ميزت القرن العشرين كان مصير الضحايا البؤساء للأنظمة الشيوعية الذين كانوا يتسلقون الجدران، يسبحون مسافات طويلة وينجحون في النجاة من الأعيرة النارية، ليصلوا في النهاية إلى الحرية المنشودة في الغرب في ذات الوقت الذي كان بعض المفكرين في الغرب يدعون أن هذه الأنظمة الشيوعية هي أنظمة المستقبل.
وفي القرن الحادي والعشرين هناك ما يشبه الكوميديا المأساوية التي تروي حكاية هرب عشرات الآلاف من ضحايا الاستبداد والتخلف في بعض دول العالم الثالث إلى الدول الغربية في الوقت الذي يؤكد فيه بعض الكتاب الغربيين أن طريقة الحياة الغربية ليست أكثر من كابوس مرعب من الظلم والاضطهاد.
في كتاب (العقل الذليل) يستكشف الكاتب كينيث مينوج حكاية بحث المفكرين والمثقفين عن الكمال الاجتماعي, ويبين كيف أن الحلم بالوصول إلى الكمال المثالي يحطم نفس الشيء الذي جعل العالم الغربي مغرياً لدرجة كبيرة لشعوب الدول الأخرى. يروي الكتاب تطور المبادئ والقيم الغربية لتتحول إلى مجرد مواقف سياسية -أخلاقية حول قضايا شعبية واسعة- بدلاً من حل مشاكل الفقر في العالم إلى صنع السلام وإيجاد حلول بيئية تتعلق بتغير المناخ. لقد أصبح اليوم مجرد إطلاق التصريحات المطلوبة والتظاهر بالنزاهة الشخصية بديلاً عن الممارسات الأخلاقية الحقيقية للأشخاص.
ويطالب الكاتب الحكومات بتحمل أعباء حل المشاكل الاجتماعية والأخلاقية للشعوب لحل مشكلات العصر.
الناشر: إنكاونتر بوكس، 2010