ليس من المبالغة القول إن الطبقة الوسطى في الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت مهددة بالانقراض، وأن الحلم الأمريكي بتأمين حياة مضمونة ومستوى معيشي مريح أصبح شيئاً من الماضي. وليس من المبالغة أيضاً -في رأي الكاتبة أريانا هوفينجتون- القول إن الولايات المتحدة أصبحت مهددة بالتحول إلى دولة من دول العالم الثالث. والأدلة في رأي هوفينجتون موجودة حولنا في كل مكان.
تقول الكاتبة في (أمريكا العالم الثالث) إن القاعدة الصناعية للولايات المتحدة تتلاشى شيئاً فشيئاً، وتأخذ معها أنواع فرص العمل التي كانت تشكل العمود الفقري للاقتصاد الأمريكي على مدى أكثر من مئة عام, ونظام التعليم الأمريكي يعاني من فوضى عارمة بحيث أصبح من الصعب على القوى العاملة المستقبلية أن تحصل على المعلومات والتدريب الذي تحتاج إليه للحصول على فرص عمل جيدة في القرن الحادي والعشرين, والبنية التحتية (الطرق، الجسور، الصرف الصحي، المياه، أنظمة المواصلات والكهرباء) تتهاوى, مع تراجع النظام الاقتصادي الأمريكي كثيرا, وتحطم النظام السياسي حيث أصبح عبداً لنخبة من أصحاب رؤوس الأموال الذين يستغلون قوة دفتر الشيكات للسيطرة على الحزبين الرئيسين في الولايات المتحدة: (الجمهوري والديمقراطي).
والطبقة الوسطى في الولايات المتحدة التي كانت إلى حد كبير وراء النجاح الاقتصادي والاستقرار السياسي لأمريكا؛ تختفي بسرعة وتجبر المجتمع الأمريكي على مواجهة مخاوف الانزلاق إلى الوراء، والجيل الأمريكي القادم سيتمتع بفرص أقل ومستوى معيشي أقل مما يتمتع به الجيل الحالي. إنها الجانب الثاني المظلم من الحلم الأمريكي, كابوس أمريكي يصنعه الأمريكيون أنفسهم.
تقتفي أريانا هفينجتون بثبات التهاوي التدريجي للولايات المتحدة كدولة رائدة صناعياً وسياسياً واقتصادياً، وتقدم الأدلة بالأسماء والتفاصيل عمن يتحمل مسؤولية قتل الحلم الأمريكي. وفي النهاية تبين الكاتبة ما تحتاجه الولايات المتحدة لمنع تدهورها إلى مصاف دول العالم الثالث.
الناشر: كراون، 2010