مجلة شهرية - العدد (578)  | نوفمبر 2024 م- جمادى الأولى 1446 هـ

جدة التاريخية في عين الملهم وعناية الرؤية

فرضت نفسها كواجهة جذب سياحي فكانت من أوائل المُنظًمين لسلسلة واجهات الاهتمام السياحي السعودي والذي تسعى الحكومة السعودية إلى تطويره وجعله رافداً من روافد الاقتصاد.
احتضنتها وزارة الثقافة بعد جهود مبذولة ملموسة من هيئة السياحة ساهمت في  انضمامها لقائمة التراث العالمي باليونسكو، فهيأت لها نقطة انطلاق لغد سياحي منتظر وجذاب، تتحقق من خلاله مستهدفاتها الطموحة سياحياً.
جدة التاريخية في عيون ولي العهد
ألبس عليها قائد الرؤية لباس التجديد فكانت بادرته الكريمة بترميم خمسين مبنى آيلاً للسقوط  - والتي تحمل عناصر معمارية ثرية لتراث جدة التاريخية-  وبسواعد وطنية من الشباب السعودي وتحت إشراف فني ملم بطريقة وفكرة المباني التاريخية، وبتكلفة بلغت خمسين مليون ريال كمرحلة أولى، تحمل اسم (مشروع ولي العهد لإنقاذ بيوت جدة التاريخية الآيلة للسقوط والانهيار)، حرصاً من سموه في الحفاظ على مكتسبات تاريخية وحضارية تنعم بها البلاد، وحفاظاً على مباني هذه المنطقة وأحيائها وتأهيلها وصيانتها ومنع انهيارها وبحسب ما تقتضيه متطلبات اليونسكو لتسجيل جدة التاريخية في سجل التراث العالمي المتوافقة مع رؤية المملكة2030. وتأتي هذه البادرة الكريمة ضمن مشروع شامل لإنقاذ المواقع ذات القيمة الثقافية من أي مهددات قد تؤدي إلى زوالها، ولاسيما وجزء من بيوت جدة التاريخية تعد معالم أثرية يزيد عمرها عن 500 عام تعود ملكيتها لأسر من جدة. وقد عدَّ وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله  خطوة ولي العهد (بمرحلة جديدة في أحد أهم المواقع المسجلة ضمن
قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو). وكان ولي العهد في وقت سابق قد عرض على مجلس الوزراء أهمية إعطاء تطوير جدة التاريخية والمحافظة عليها عناية خاصة، وبناء على ذلك صدر الأمر السامي بإنشاء إدارة باسم إدارة مشروع جدة التاريخية ترتبط بوزارة الثقافة وتخصص لها موازنة مستقلة، وتوجه ولي العهد تعبير واضح عن الإستراتيجية لتهيئة جدة التاريخية والحفاظ عليها وتحويلها إلى قبلة سياحية عالمية يشكر عليها.
هذه البادرة من سموه تتزامن مع مشروع لا يقل عن ترميم جدة التاريخية أهمية والذي يتمثل في مشروعه -يحفظه الله- لتطوير المساجد التاريخية الذي يشمل ما يقارب 130 مسجداً تاريخياً في مختلف مناطق المملكة.
جدة التاريخية في عيون وزارة الثقافة
طاب بها المقام الآن  ضمن رعاية وإشراف وزارة الثقافة خير خلف لخير سلف،  فأغدقت عليها الاهتمام الذي تجلت أولى لبناته عبر تحويلها إلى متحف مفتوح، وعبر مشاريع تطويرية أخرى، وحرصت وزارة الثقافة أن تجعل من وسط جدة التاريخي بداية انطلاقة لأولى برامجها وفعالياتها، فكانت حاضنة أول  لقاء للوزير بالمثقفين في مدينة جدة، وحاضنة أول مزاد عالمي (الفن للبلد) نظمته الوزارة مع دار كريستيز، علاوة على اختيارها مكاناً لبادرة التفرغ الفني،  وسمبوزيوم البحر الأحمر للنحت، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي، وقافلة لفعاليات أخرى قادمة. وتسعى الوزارة أن تجعل من جدة التاريخية نواة للقوة الناعمة، ورحماً تتوالد منه المواهب، وقناة لنشر الثقافة السعودية، وتعريف العالم بمدى ما يزخر به هذا الوطن المعطاء من مواهب ستكون حديث العالم أجمع.

ذو صلة