مجلة شهرية - العدد (580)  | يناير 2025 م- رجب 1446 هـ

وعد الشمال منظومة نموذجية متكاملة من المصانع والمنشآت

تجسد مدينة وعد الشمال الصناعية بيئة خصبة لتحقيق طموحات المواطن في العيش برفاهية، وزيادة المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي، بما يحمله ذلك من توليد للوظائف المباشرة وغير المباشرة، وتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، إلى جانب ما تحمله المدينة من أبعاد الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، بما ينعكس على حياة الفرد بشكل ملموس. ولعل من أبرز السمات المميزة لهذه المدينة (التي تقع بالقرب من محافظة طريف بمنطقة الحدود الشمالية) أنها توفر مصدر دخل لأبناء الوطن، خصوصاً أبناء منطقة الحدود الشمالية، وصقل مهاراتهم وقدراتهم، والاستفادة من طاقاتهم؛ مواكبةً لأهداف رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020، وتجسيداً لأهداف برنامج الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية. خطط التوظيف والتأهيل في (وعد الشمال) ستسهم في خفض معدلات البطالة في المملكة، وذلك بتوليد 22 ألف وظيفة، وزيادة المحتوى المحلي بنسب عالية.
وقد سجلت المدينة سبقاً خلال المرحلة التأسيسية الأولى، أي في مراحل تشييد البنية التحتية التي تولتها شركة التعدين العربية السعودية (معادن)؛ وذلك بتدريب وتأهيل أكثر من 2640 شاباً سعودياً في مرافقها، 85 % منهم من أبناء المنطقة، عملوا لدى أكثر من 20 مقاولاً في المشروع، عبر مركز الاستثمار والتنمية المحلية، الذي أسس بهدف الربط بين طالبي العمل والمقاولين والموردين، فيما استقطبت شركة معادن نحو 450 شاباً للعمل لديها، 74 % منهم من أبناء المجتمع المحلي، يشغلون وظائف هندسية وفنية وإدارية، وهم من خريجي جامعات الشمال وجامعات أخرى من باقي مناطق المملكة، وكذلك من حملة الثانوية العامة، وهي أرقام في نمو مستمر، مواكبة مع ما تشهده المدينة من حراك مستقبلي لدى اكتمال مراحلها. عمليات التوظيف والتأهيل كانت في حركة لا تهدأ، أسهم فيها شركاء الإنجاز في المدينة، مثل الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) التي استقطبت حديثي التخرج من المنطقة الشمالية لتدريبهم على مهارات قيادة القطارات وصيانتها في المعهد السعودي التقني للخطوط الحديدية (سرب) في مدينة بريدة، بالإضافة إلى الهيئة العامة للموانئ، التي اشترطت نسباً عالية من المواطنين السعوديين في العقود التي تبرمها مع القطاع الخاص، فيما استفادت شركة المياه الوطنية من الكوادر السعودية الشابة في المنطقة، وذلك في تنفيذ أعمال مشروع نقل المياه المعالجة إلى وعد الشمال، عن طريق استثمار مواهبهم وخبراتهم وصقلها بما يحقق الفائدة لهم وللمشروع. وكانت عملية الإشراف والتوجيه وإدارة البرنامج تتم من قبل فريق سعودي مؤهل في المركز الرئيس للشركة بمدينة الرياض. كما كان لمحطة التوليد المركبة، التي تعمل على إنشائها الشركة السعودية للكهرباء، دوراً حقيقياً في توطين صناعة الطاقة الكهربائية، ونقل المعرفة والخبرات إلى أبناء الوطن. وبدورها لعبت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن) دوراً مميزاً في توظيف أبناء المنطقة في جميع المشروعات، بناءً على الاحتياج الوظيفي، حيث أعلنت عن الوظائف الشاغرة عبر قنوات (مدن) الرسمية للتوظيف. ولكي تستمر عجلة النجاح والتقدم بخطى ثابتة؛ أبرمت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني شراكة إستراتيجية مع شركة (معادن)، لإنشاء المعهد الوطني للتعدين في المدينة، لتخريج فنيين سعوديين متخصصين. وفي الوقت الذي لا يزال فيه المعهد قيد الإنشاء؛ استفادت المدينة من مخرجات المعهد السعودي التقني للتعدين في مدينة عرعر، الذي نجح في تأهيل وتدريب أكثر من 500 شاب سعودي. ومن جانب آخر تبرز حزمة من المبادرات التنموية والاجتماعية في الحدود الشمالية. حيث شهدت منطقة الحدود الشمالية خلال العامين الماضيين عدة مبادرات في شتى المجالات التنموية، وفقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030 للقطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية، منها (مبادرة مسائية رؤية المملكة 2030) الهادفة إلى عقد لقاء مفتوح للقيادات بالإدارات الحكومية والمنشآت الخاصة وغير الربحية بهدف شرح وتوضيح رؤية المملكة 2030 ومناقشة مبادرات القطاعات لتوسيع وتعميق النطاق المعرفي للمسؤولين وتعزيز الاتجاهات الإيجابية حيال الرؤية وتعزيز فرص التعاون والتنسيق بين القطاعات والارتقاء بمستوى القيادة والتحليل والتفكير والتحليل الإستراتيجي وترسيخ ثقافة التعلم المستمر وتعزيز العمل بروح الفريق الواحد. وشاركت عدة جهات حكومية بالمنطقة في استعراض منجزاتها وفقاً للرؤية منها: (إدارة التعليم، وأمانة المنطقة، وفرع وزارة المالية، وفرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية)، وفق خطط زمنية محدودة ومجدولة. وتبنت إمارة المنطقة مشروعاً لتحفيز القطاعات الحكومية والخاصة من خلال إطلاق جائزة تحفيزية باسم جائزة منطقة الحدود الشمالية (كفو) التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة الحدود الشمالية، وكوّن لها أمانة عامة للجائزة مقرها إمارة المنطقة، وتستهدف تحفيز أبناء المنطقة ومؤسساتها من أجهزة حكومية وشركات خاصة ومؤسسات غير ربحية للمبادرة في العطاء والإسهام في التنمية بمختلف أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية، وتحقيق مراكز متقدمة في المنافسات والمؤشرات المحلية والدولية على حد سواء، وذلك عبر رصد المنجزين من الأفراد والمؤسسات وتكريمهم على ما قاموا به من أعمال وما حققوه من إنجازات مميزة في المجالات كافة؛ وذلك للنهوض بمسؤولياتهم بهمة والإبداع في تحقيق أهداف رؤية 2030 . كما شهدت المنطقة إطلاق مبادرة لتأهيل وادي عرعر بمشاركة الجهات الحكومية المعنية والفرق التطوعية ونحوها من خلال خطة تأهيلية للوادي تنموياً وبيئياً في إطار رؤية 2030 التي تستهدف تحقيق استدامة بيئية للحد من التلوث بمختلف أنواعه، ومقاومة التصحر بتنمية الغطاء النباتي والاستثمار الأمثل للموارد المائية المعالجة. كما أطلقت برامج تمكين المرأة، من خلال تنظيم (قافلة المرأة) بالتعاون مع صندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتنمية المرأة، وبمشاركة عدد من الجهات الحكومية منها جامعة الحدود الشمالية وأمانة المنطقة، إذ قدمت عدداً من الدورات وورش العمل والمحاضرات في شتى المجالات النسائية. وحقق برنامج التوطين في منطقة الحدود الشمالية المركز الأول بنسبة 99.38 لامتثال قرارات التوطين على مستوى مناطق المملكة، بهدف إيجاد الفرص الوظيفية للشباب، ليحلوا محل العمالة الوافدة في 12 نشاطاً.

ذو صلة