أطلق أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل مساء يوم الثلاثاء الماضي 19-10-1431هـ فعاليات سوق عكاظ في دورته الرابعة التي جاءت هذا العام في موعد مغاير عن موعدها السنوي في الدورات السابقة التي كانت تقام في موسم الصيف، وشهد الحفل تكريم الفائزين بجوائز سوق عكاظ يتقدمهم شاعر عكاظ الشاعر اللبناني شوقي بزيع الذي ألقى قصيدته التي شارك بها في المسابقة، ووضع حجر الأساس لخيمة عكاظ بتكلفة إجمالية بلغت 36 مليون ريال ومن ثم عرض لمسرحية طرفة بن العبد التي كانت الحدث الأبرز في حفل الافتتاح.
وقد ألقى كلمة سوق عكاظ هذا العام معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة والتي قال فيها: «أود في مفتتح كلمتي هذه أن أتقدم بأسمى آيات الشكر إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على الرعاية الكريمة لسوق عكاظ، تعبيراً عن اهتمامه برعاية الثقافة والفنون والآداب، وعنايته الفائقة بتنمية العمل الثقافي في بلادنا، وإلى سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز على مؤازرتهما للحركة الثقافية في المملكة العربية السعودية.
وأضاف: ليس من اليسير على من اصطفت الكلمات على لسانه شعراً أن يستشرف اليوم لحظة طالما استشرفها أسلاف له من شعراء العربية في تاريخها الطويل، يقف حيث يقفون، ويتنسم هواء طالما تنسموه، ويكاد يسمع وقع خطاهم، وها هي ذي كلماتهم تختلط بكلماته، وها إنني أرى من وراء حجب الزمان خيمة النابغة الذبياني وعن يمينه حسان بن ثابت، وعن شماله الخنساء يحكمانه في شعريهما.
وتحت تلك الأجمة فتية يبدو على سيماهم علائم النجابة والشرف يتقارضون الشعر بحراً بحراً، وسرعان ما يسكتون حينما برز ذلك الفتى البكري طرفة بن العبد، وما هي حتى أناخ ناقته الجمالية العوجاء المرقال، وأنشأ يقول كلاماً لا يصدر إلا عن نفس عزيزة أبية:
إذا القوم قالوا من فتى؟ قلت إنني
عنيت، فلم أكسل ولم أتبلد
ولست بحلال التلاع مخافة
ولكن متى يسترفد القوم أرفد
وإن يلتق الحي الجميع تلاقني
إلى ذروة البيت الرفيع المصمد
منها عكاظية شماء حين ألفى في مهرجان تكريمه معنى من عكاظ، فقال:
يا عكاظاً تألف الشعر فيه
من فلسطينه إلى بغداده
وها هو عكاظ الذي كان مجازاً في قصيدة شوقي العظيمة يصبح حقيقة تاريخية حين أعاد خالد الفيصل إلى رفقائه من الشعراء هذه السوق جذعة على هذا الأديم العكاظي الذي ينضح بالشعر والكلمة، وكأنه يستحث الشعراء أن عودوا إلى عكاظ إذا ما ضن الزمان بالشعر، وأن أنيخوا ركائبكم في سوقه فهي عامرة بالشعر الأبي الحرون».
ومن ثم انطلقت فعاليات سوق عكاظ الثقافية والتي اشتملت على ندوات وأمسيات شعرية على مدى 4 أيام، وفي المقابل كانت جادة عكاظ تزخر بـ 8 فعاليات على طول الجادة تشتمل على قصائد وعروض وكلمات ومسيرات للخيالة والهجانة.
وشهدت جادة عكاظ حركة شرائية من خلال المعارض التي اصطفت على جانبي الجادة إضافة إلى معارض الحرف اليدوية والتراث والتي استقطبت آلاف الزوار يومياً.
وفي جانب المعرض شهدت معارض سوق عكاظ إقبالاً كبيراً من الزوار وبخاصة معرض الخط العربي والصور الفوتوغرافية الذي يضم لوحات المشاركين في مسابقة الخط العربي والصور الفوتوغرافية.
كما انطلقت مسابقة الفنون الشعبية لمحافظات منطقة مكة المكرمة التي تنافست عليها 9 محافظات من منطقة مكة المكرمة، كما أخضعت لجنة تحكيم مسابقة الحرف اليدوية 65 عملاً للتحكيم وحسمت مصير الجائزة بترشيح 30 عملاً للفوز بجوائز المسابقة.
وفي مؤتمر عقده أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل ثاني أيام سوق عكاظ أكد دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسوق عكاظ، مشيراً إلى أنه لولا دعم خادم الحرمين الشريفين وإصراره على سوق عكاظ لما أقيم السوق في المكان الذي عرف فيه تاريخاً، وقال الأمير خالد: «نريد من سوق عكاظ أن يكون كما كان في السابق سوق كل شيء ويتخذ الشعر سمة سوق شعري فكري تجاري، سوق اللحظة والآنية في ذلك الوقت، وكانوا قديماً في السوق يتبادلون ما يهمهم وما يستقبلهم والعالم الآن مقبل على قفزة تقنية غير مسبوقة».
كما توج الأمير خالد الفيصل ضيوف سوق عكاظ من الأدباء والمثقفين من داخل المملكة وخارجها بلقائه بهم، وأعرب عن شكره وتقديره لإجابة ضيوف سوق عكاظ الدعوة وحضورهم للمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية، وخاطب الأمير خالد المثقفين والأدباء قائلاً: «كما تعلمون أن العالمية لا يصل إليها أحد إلا عن طريق المحلية، أما القفز على الحدود فعلامة من علامات الفشل». وأضاف ينبغي أن نكتشف ما لدينا ونطوره في ظل قيادة خادم الحرمين صاحب المبادرات للمشاركة في رفاهية الإنسانية وهي سياسة الدولة والقيادة.