مجلة شهرية - العدد (580)  | يناير 2025 م- رجب 1446 هـ

سفن تزرعها (موساكو)*

سفنٌ تتنوعُ في أزقّة الغصون
بَلعتْ في فمِها المجنونِ كباراً في لونِ الصحراء
كتلاً، كتلاً تتركهم في مهدِ التربة،
هي مدنٌ يخترقُ الغصن النافرُ أنجمها
يحترق الصوت الدافئ في ناي الأمِّ
ولا تلقى كفيها الواسعتين
وفي نهديها يندفق الآباء،
لكن سرقت لقلوبهم المصروفة
سراً تحكيه تربتها الصلبة
عن مطر لا تلقى فيه مياهاً عذبة
كي تشرب من أفرعه الكذبة
***
مثلما الأم تنسى ذيل فستانها
كي لا يضيعَ الولد
هكذا تجرّنا إلى الأسواق هذه البلد
يا موساكو من يهتدي إلى الطريقِ
وفي كفِّنا لا ينبتُ إلا الكفن
من أي أيّوب لنا الجلد؟!
مَن يطرقُ الباب هذا المساء
والدّور مغلقةٌ كي لا يهرب الحزنُ
فما عندي غيره (لا مال ولا تلد)
***
من صدمة الماء، كنا كلنا ضداً
وطيننا قد أفرزَ الدودَ، مع ذلك لم ننتج الورد
ها هو آتٍ من حانةٍ لا تنامُ ولا كبيرة
ربما يرى مرايا لم تكسرها موساكو
أو وجهَ روزا
هلْ هيَ الأسوارُ حولي
أم هذا إسوارها يشهدُ زورا
حين العيونُ تجفّ، تخفُّ المصابيح
ترفُّ النجوم
يشفُّ وجهكِ هزارا
***
في موساكو الموتُ مسخرةٌ
حكايةٌ ساذجةٌ تسخر منها جدّتي
لذا نرى الكثير من الموتى..
كلمّتها كانت شبحا
وكيف أهابها وهي التي عجنتِ الموتى كالعلكة
تستهلكُ جبروتهُ في حنكة
ما أجمل الموت في فمها وهو ضحكة
يا موساكو أنا لا أملّ اللقاء
وعندما يحلُّ المساء
أقول لأمي افتحي الشبّاك أنا على السطوحِ
أمسكُ القمر من جانبٍ، هيّا نشدَّ وجههُ ليبتسم
قبل انتحارِ الصيف
وقبل أن يأتي الشتاء


*(موساكو قرية في شمال سوريا)

ذو صلة