مجلة شهرية - العدد (581)  | فبراير 2025 م- شعبان 1446 هـ

برج الطوية

ويسمى بحصن الطوية، هو برج تحصيني يقع وسط محافظة الجبيل شرق المملكة العربية السعودية، وهو المعلم الأثري التراثي الرمزي الوحيد في محافظة الجبيل وأحد الشواهد على حقبة بدايات نشأة الجبيل ترجع إلى أيام بدايات توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمة الله.
بني الحصن عام 1928م ويعتقد أنه قد بُني لحماية بئر الطوية بعد موقعة السبلة بأمر من الملك عبدالعزيز إثر وصول أخبار تفيد بأن هناك عزماً من بعض القبائل البدوية بمهاجمة المدن الساحلية (الجبيل والقطيف والأحساء)، فقام بعض الأهالي للدفاع وساهموا في إنشاء البرج، وكان الهدف من بنائه الاستطلاع وحماية بئر الطوية.
(منطقة الطوية) هي مسطح رملي تكثر بها الكسر الفخارية الإسلامية المزخرفة بالزخارف الهندسية والنباتية، وهناك اعتقاد بأن هذه المنطقة ربما كانت مركزاً تجارياً أو على الأرجح مناخاً للتجار القادمين أو المارين بالمنطقة وذلك لوجود بئر ماء، ولقد كانت موارد المياه القديمة في الجبيل تؤخذ من مصدرين رئيسين هما: بئر الطوية وقد بني عليها برج (حصن) مخروطي الشكل يبلغ ارتفاعه حوالي عشرة أمتار، وفي أسفله من الشمال البئر التي يؤخذ منها الماء. وكان أهالي الجبيل سابقاً يشربون من هذه البئر إلى أن ظهرت الآبار الارتوازية منذ عام 1350هـ حيث حفر الكثير منها. واشترك أهل الجبيل في بنائه وهي اليوم منطقة أثرية وتقع بالقرب من مدخل الهيئة الملكية بالجبيل وعلى بعد أميال إلى الغرب قليلاً من الجبل البحري. أما المنبع الثاني وهو (غمسة) ويقع في عرض البحر وهو نبع يتدفق منه ماء حلو حيث ينزل الغواصون بقربه في عمق البحر ويدخلون في فوهة النبع للحصول على الماء. ونبع (غمسة) واحد من عدة ينابيع بحرية معظمها مجاور للبحرين، ومن عجيب أمر هذا النبع أنه يخرج أحياناً أحجاراً وأعشاباً مما هو معروف في أرض الصمان، وهذا يؤكد أن هناك مجرى مائياً ممتداً منذ أكثر من أربعمائة سنة. ومما لا شك فيه أن معدل الأمطار في منطقة الجبيل لا يكفي لتوفير أسباب الحياة للسكان، لذلك فقد أسهمت ينابيع الماء القريبة في تهيئة أسباب التوطين كما هو الحال في نبع (غمسة) في البحر ونبع (الطوية) في البر. والجبيل تشرب من (طبقة الغلاة) وهي التي تغذي رأس تنورة والنعيرية وواحة القطيف والجزء الشمالي من حقل الغوار وطبقة الغلاة واحدة من خمس طبقات مائية عميقة متراكبة ما بين الزمن الجيولوجي الحديث وآخر الطباشيري الكريتاسي. وقد غمرت مياه البحر هذه المنطقة عدة مرات وفي معظم الحالات تتميز المنطقة الشرقية بوجود طبقة طباشيرية تعلوها طبقات من الحجر الجيري ومن الظواهر الطبيعية الواضحة كثرة السبخات في منطقة جنوب الجبيل وشمالها وهي عبارة عن (طمي وطفل ورمل طيني) تتميز عادة بالملوحة وهي عوامل جيولوجية خاصة بالجبيل حيث إنها تشكل جزءاً من الحوض الكبير المنخفض المحصور بين المرتفعات الشرقية لشبه الجزيرة العربية. وهذا التكوين الجيولوجي للمنطقة ساعد على وجود مياه جوفية مخزونة تتوافر في الصخور الجيرية (الأيوثينية).
كما هو ملاحظ في نبع غمسة. ومما تجدر الإشارة إليه أنه عقب توقيع اتفاقية امتياز الزيت في شهر سبتمبر سنة 1933م نزل فريق من الجيولوجيين (الجبيل)، ولم تشر أعمال التنقيب الأولية إلى تكوينات جيولوجية تدعو للتفاؤل لكن ظهر فيما بعد حقل (البرى) وهو حقل كبير يمتد في عمق الخليج العربي حيث يكون معظمه مغموراً بالمياه ويقع في نطاق الصخور الرسوبية (الأيوثينية) والكريتاسية والجوراسية شأنه في ذلك الحقول الأخرى.

ذو صلة