تعد علاقة الإنسان بالفلك والمجرات والتصورات علاقة أزلية منذ زمن بعيد، إذ تبدأ منذ هبوطه إلى الأرض، أحد أهم كواكب المجموعة الشمسية التي تتوافر فيها جميع سبل الحياة للكائنات الحية والنباتات، إضافة إلى اعتماد الإنسان على علم الفلك في جوانب عدة في حياته اليومية متمثلة في ظواهر الشروق والغروب، وتحديد أوقات الصلاة، والمناسبات الدينية، إضافة إلى حساب الشهور والسنين، بجانب علاقة الإنسان بالمجرات التي تكمن في التعرف على مكوناتها والتأمل فيها ومعرفة عددها وأنواعها من خلال دراستها بواسطة التلسكوبات الفلكية المتطورة والمسبارات الفضائية لكشف بعض سبل أسبار الكون الفسيح، كما أن هناك تصوراً خاصاً للإنسان تجاه الفضاء، إذ يعرف الفضاء أنه يتداخل حول نفسه، وتفسير ذلك أن الإنسان لا يستطيع الخروج من الفضاء لأن مساره سينحرف به في المنحنيات الفضائية التي تختلف عن منحنيات الأرض البسيطة وتواجهه صعوبة في رسم المنحنيات لكن يمكن حسابها. ومن ضمن الأشياء التي ترتبط بنشاطات الإنسان وثقافاته وحياته العامة، الرصد الفلكي والتأمل في الكون، ورصد ومتابعة الظواهر الفلكية المؤثرة مثل الكسوف والخسوف وعبور الكواكب، وغيرها من الظواهر الفلكية، ونلاحظ أنه وخلال هذه الحقبة الزمنية ظهرت بعض المفاهيم والمعتقدات الخاطئة التي صاحبت ظهور علم الفلك والتي كادت أن تكون جزءاً منه لولا صحوة العلماء والمؤرخين حيث صار هناك خلط بين التنجيم وبين علم الفلك، وسوف أتطرق لبعض المفاهيم التي توضح مفهوم علم الفلك واختلافه عن التنجيم الذي عادة يشكل لغطاً كثيراً بين العامة حيث يظن البعض أن هناك علاقة بين التنجيم والأبراج وطوالع النجوم، أي منازل القمر، وفي الواقع لا توجد علاقة علمية بين علم الفلك والتنجيم (Astrology) وهو ليس بعلم كما يدعي البعض بل إنه ضرب من الخيال والتكهن يستخدم المعلومات الفلكية ويربطها بالأحداث والوقائع. ويعد هذا وهماً من قبل المنجمين وبعض السحرة. حيث كان بعض المنجمين يزعمون أن للكواكب روحانيات وملوكاً يستخدمونها، وكانوا يستعينون بها في سحرهم (المؤلف نجم البداية في شرح الخفايا، مايكل يوسف سلوانس) كما تعرف الأبراج (Zodiacs) بأنها مجموعات نجمية تظهر في السماء ليلاً، وقد اصطلح تعريفها بأنها شريط وهمي على سطح الكرة-السماوية يحف مدار الأرض حول الشمس ولا يزيد عرضه عن 18 درجة وتمر الأرض بمنتصف هذا الشريط الدائري. أطلق القدماء عليها أسماء بناء على شكلها في السماء والذي يأخذ أشكالاً شبيهة ببعض أنواع الحيوانات أو أبطال خلدهم التاريخ أو القصص أو الأساطير القديمة، وتعد الأبراج كخريطة سماوية بل ساعة كونية يستفاد منها في معرفة بداية طلوع بعض الكواكب وكذلك معرفة منازل القمر والحسابات الفلكية وذلك لمرور القمر بها ومكث الشمس في كل منزلة فترة زمنية معينة. والمنازل هي جزء من الأبراج وعددها 28 منزلة، ويعرف طالع النجم: أنه النجم أو المنزلة التي تطلع من الشرق ويليها غارب النجم: وهو النجم أو المنزلة التي تغرب في الغرب في الوقت الذي يطلع فيه الطالع مثل نجم الثريا، ونجم الشرطين، ونجم البطين.. إلخ وعددها 28 وتسمى عند العامة بعين الفصول الأربعة، المتوسط: يكون على رأس الراصد يقع بين الطالع والغارب ويستفاد من طوالع النجوم في معرفة بداية الشهور العربية، إذ من الشمس نعرف الأيام ومن القمر نعرف عدد الشهور والأعوام، أما علاقة الفضاء والإنسان: لا يوجد غلاف جوي في الفضاء، ومن ثم لا يمكن انتقال الصوت هناك. ولا يوجد طقس مثل الذي نعرفه في الأرض، فالفضاء مليء بالإشعاعات الضارة والجسيمات التي تتحرك بسرعات عالية، وهو يبدأ من حيث يتلاشى الغلاف الجوي تقريباً، ولكننا لا نعرف أين ينتهي.
لقد سافرت السفن الفضائية من الأرض إلى أبعد الكواكب في مجموعتنا الشمسية ولكن حتى الآن لم تكتشف النجوم البعيدة في أعماق الفضاء وهي تبعد عنا ملايين الكيلومترات. المجرات لوحة زاهية يتابعها الإنسان، ومن خلال الأرصاد الفلكية قد يوجد العديد من المجرات الأخرى التي تشبه مجرتنا في بعض الأشياء، وتضم المجرة تجمعاً هائلاً من النجوم، وبعض المجرات تبعد عنا كثيراً لدرجة أننا لا نستطيع رؤيتها كاملة، ولكننا نستطيع رؤية عدد قليل منها، فالذين ينظرون من جنوب خط الاستواء يمكنهم أن يروا مجرتين تبدوان كنقطتين بيضاويتين يطلق عليهما اسم سحابتي ماجلان الكبرى والصغرى. أما الذين ينظرون من شمال خط الاستواء فإنه يمكنهم رؤية مجرة أخرى في كوكبة (برج) المرأة المتسلسلة أي المرأة ذات السلاسل، ويعد هذا البرج أبعد شيء يمكن رؤيته بالعين المجردة. وهناك ملايين من المجرات الكونية الأخرى، أقرب من هذه المجرات تبعد عن أرضنا نحو مليوني سنة ضوئية. أما المجرات البعيدة فهي قد تبعد عنا ملايين السنين الضوئية. وفي الحقيقة يعتقد العلماء أن كل ما توصلوا إليه من رصد ومعلومات عن الفلك ما هو إلا جزء صغير بالنسبة للكون! أما بالنسبة إلى اكتشاف الفضاء ودور الإنسان في ذلك الصرح فقد سلط الإنسان برنامجاً خاصاً بالفضاء واستخداماته حيث تلعب تقنيات استكشاف الفضاء دوراً مهماً في دعم العمليات العسكرية المتمثلة في التجسس والمراقبة، وذلك باستخدام أقمار اصطناعية صغيرة مكعبة تسمى كيوبسات ونانوسات وميكروسات للأغراض والأهداف الحربية، إضافة إلى البالونات الجوية عالية الارتفاع حيث تستخدم في عمليات الاستطلاع العسكري لكشف الأهداف والعدو. أما في الجانب السلمي فقد شهدنا تطورات ملحوظة من جانب الدول الكبرى حيث أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية عدة مسبارات ومركبات فضائية إلى المريخ، وكذلك روسيا والصين وأخيراً الإمارات العربية المتحدة التي أطلقت مسبار الأمل إلى الفضاء ليصبح أول مسبار عربي يشارك في اكتشاف الفضاء. علاوة على ذلك نجد سباق الفضاء التجاري والاقتصادي من قبل بعض الشركات الداعمة لبرنامج الفضاء وعلى سبيل المثال لا الحصر نلاحظ ظهور شركات تختص بجانب اقتصاد الفضاء وذلك بعمل مركبات فضائية تساعد في نقل الرواد إلى الفضاء لجلب مزيد من المعلومات ومساعدة وتشجيع الباحثين على البحث عن سبل أخرى لحياة خارج الأرض. ومن أشهر رجال الأعمال الملياردير الأمريكي إيلون ماسك داعم شركة Space X لمعدات الفضاء واستكشافه، الذي أعد برنامجاً خاصاً بغزو الفضاء، وذلك بصنعه لمركبات فضائية تساعد في ارتياد الفضاء واستكشافه، ومعرفة ما حوله من مجرات. وتعد المجرات هي الفضاء نفسه إضافة إلى الفراغ البين نجمي.