لقد مررت بالفشل لقد أصبح لدي مناعة ضده، الآن سأستقبل النجاح، وأنت يا من نجحت، جهز نفسك للفشل، تأكد أنه شعور مرّ لا يطاق. الحياة عجلة ندور فيها ونمر بكل ما فيها فلا تتعثر.
الفشل محرك جيد للإرادة، طبعاً لمن يستطيع تجاوزه، هناك عدة أنواع من الفشل وأصعبها الفشل الدراسي والفشل العاطفي.
مرور شخص ناجح بهذه المرحلة يولد لديه شعور الرفض الذي يخرج على شكل حالات نفسية، مثل البكاء والإغماء وهناك من يتعرض للجلطة أو إلى هبوط السكر أو ارتفاعه.
كمن يتعود على حياة ذات مستوى عال أو يكون غنياً، وفي لحظة يفقد كل شيء، طبعاً هذه الصدمة لها انعكاساتها، النفسية والجسدية، وحتى الاجتماعية.
المجتمع غالباً ينقلب على الفاشل، وينظر له نظرة احتقار، يمجد الناجح ويدعمه
وهذا ما يخلق خوفاً في العمق النفسي للفاشل ويحدث اضطراباً لأنه في ورطة بين ما يريد وما يتلقاه وما يعكس عليه صارع يبدو بسيطاً، لكنه عنيف جداً
يمكنك تجاوزه باتباع عدة سبل:
منها تقبله رغم مرارته، تقبله ثم اعرض على نفسك تحليلاً منطقياً له، سيتفاعل معك عقلك وستشعر بنوع من الراحة، يمكنك وضع خطة طوارئ لتجاوزه، طبعاً هذا سيشحن روحك بقوة غير طبيعية ولكن ستنفد هذه الخطة إن لم تدعمها بالتوكل على الله ووضع برنامج منظم للخروج من الفشل.
في الأمور العاطفية تتشابك العواطف بين الرفض والحيرة والشعور بالنقص وعدم تقدير الذات، وهناك من يلتجأ إلى الانتحار، طبعاً هذا في زمن الحب العفيف، اليوم قصص الحب مثل أزرار الهاتف، يمكنك التنقل من زر إلى آخر إلى أن تجد الزر المناسب؟
في قصص الحب عليك أن تنظر إلى الجانب السلبي في الشخصية، إلى كمية الألم الذي سببه لك الطرف الآخر. وأن تشعر بمحبة نفسك أن تحب نفسك موضوع في غاية الأهمية من أجل بنية نفسية قوية وسليمة، فلا تنتظر من آخر أن يمتدحك أو يحبك حتى تشعر بكينونتك.
أن تسعى لتحقيق هدفك وأن لا يكون في اختيار العريس طبعاً.
في علم النفس من يتجاوز الفشلين (العاطفي، الدراسي) فإنه يستمتع بنية نفسية سليمة ويمكنه مواجهة صعاب الحياة.
حين يأتيك النجاح ستكون في كامل قواك النفسية القوية وستشعر بطعم النجاح بطريقة رهيبة.
إذاً لا تحزن إن كانت تجارب الحياة اختارتك ليكون الفشل أول الطرق في حياتك، وعوض الله ستدهشك، فقط ثابر واصلب وتوكل وتذكر قول ألبرت إنشتاين الذي مر بالفشل في شهادته العليا سبع مرات متتابعة ثم أصبح علماً يعيش بيننا، يقول:
(كل إنسان هو عبقري بشكل أو بآخر، المشكلة أننا نحكم على الجميع بمقياس واحد، مثلاً لو قيمنا السمكة من خلال مهاراتها في تسلق الشجر، ستظن كل حياتها أنها غبية).
الفشل الدراسي يقف خلفه عدة أسباب لو قمنا بإحصائها ستجد نفسك أول الأسباب عكس الفشل العاطفي القائم على القبول من الطرف الآخر وهذا القبول يدخل فيه عدة مقاربات.
ربما سأوضح بعض عناصر الفشل الدراسي الذي يقربه علماء التربية، منها البرامج المقدمة وقدرة تكيف ذكاء الطفل بها، فأغلب البرامج لا تقوم على أساس دراسي لمستوى ذكاء الطفل، منها طريقة إلقاء الدروس تختلف من أستاذ إلى آخر، الجو العام داخل القسم، النظام المدرسي والمتابعة الميدانية للمؤسسة، كثافة البرامج، بالإضافة إلى العوامل الاجتماعية والأسرية ودور الوالدين في قيادة أبنائهم، تأثير الافتراض على أذهان الطلاب، والكثير من الأسباب المتشابكة، منها النفسية؛ التلاميذ ومدى تقبلهم للعملية التعليمية والطريقة المتبعة في الامتحانات وطريقة تقييمها.
لا أريد أن أبرر فشلك أيها القارئ بل أحاول أن أجعلك تقف من حالة الإحباط الذي انتابك حتى تتمكن من الوصول إلى النجاح. راجع نقاط ضعفك وحاول أن تعمل عليها لتحقق التفوق. يمكنك فعل ذلك حقاً.