مجلة شهرية - العدد (582)  | مارس 2025 م- رمضان 1446 هـ

أهمية البيئة في تحقيق التنمية

أكدت مشاركة الجزائر في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي احتضنتها عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض، خلال الأسبوع الأخير من شهر تشرين الأول (أكتوبر)2021، من خلال الوزير الأول أيمن بن عبدالرحمن، ممثلاً لرئيس الجمهورية، السيد عبدالمجيد تبون، قناعتها بأهمية البيئة في تحقيق التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر.

وسعت الجزائر في هذه القمة إلى التأكيد على استعدادها الدائم لدعم أي مبادرة من شأنها كبح ارتفاع درجة حرارة المناخ ومكافحة التصحر والجفاف وحرائق الغابات التي لم تسلم منها المنطقة العربية، وباقي الظواهر المضرة بالصحة البيئية، مبرزة الأهمية التي توليها لمسائل البيئة وحماية التنوع البيئي ومكافحة التلوث.
وتتجلى هذه الأهمية في جعل (تكريس البيئة والتنمية المستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز الجهود لديمومتها للأجيال القادمة مع الدفع بعجلة التنمية المستدامة بكل أبعادها، إلى جانب تعزيز المشاريع الاقتصادية الخضراء الصديقة للبيئة)، ضمن أهم مواد الدستور الجديد للجمهورية الجزائرية، الذي وافق عليه الجزائريون بأغلبية في استفتاء الفاتح من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2021.
وتعد الجزائر في طليعة البلدان المعروفة بجهودها والتزامها بمكافحة ظاهرة التغير المناخي وحماية التنوع البيئي، واهتمامها بكافة المسائل المناخية الجديدة لاسيما ظاهرة التغير المناخي، إلى جانب التزامها بمواجهة تحديات هذا التغير وحماية البيئة البحرية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وهو ما كان محل ثناء خلال قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر.
وضمن نفس أهداف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر أيضاً، تبذل الجزائر جهوداً جبارة في مجال تطوير وانتشار استخدام الطاقات المتجددة، وقد تم تحقيق مستويات مختلفة من التقدم في هذا المجال، علماً أن الجزائر انخرطت منذ العام 2010 في مشروع (ديزيرتيك) باعتباره الأوفر حظاً للظفر بأكبر أجزاء هذا المشروع الموزع بين شمال أفريقيا والشرق الأوسط، بالنظر إلى مساحة أراضيها وتوغلها في عمق الصحراء، وهو مشروع ضخم تقدر كلفته بنحو 400 مليار يورو، يهدف إلى تلبية 15 بالمئة من حاجات أوروبا من الكهرباء بحلول العام 2050 بالإضافة إلى جزء من حاجات شمال أفريقيا عبر حقول الطاقة الشمسية فيها، إذ يعتمد على الطاقة الشمسية الحرارية وليس الخلايا الشمسية، كمصدر للطاقة النظيفة وإستراتيجية مستقبلية تمس الأمن الطاقوي للبلد.
إن الرؤية المستقبلية لتفعيل استغلال الطاقة المتجددة للجزائر التي استحدثت وزارة للانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، تأخذ بالحسبان النتائج الإيجابية التي ستحققها والفرص التي ستتيحها للجزائر من خلال تحقيق الرفاه المجتمعي للمواطن الجزائري، وذلك من خلال توفير الإمداد بالطاقة ومجالات استخداماتها، والتي من شأنها أن ترتقي بمستوى معيشة الآلاف خصوصاً في القرى والمناطق النائية المعزولة، بالإضافة إلى أن قطاع الطاقات المتجددة من شأنه أن يجتذب نسبة معتبرة من اليد العاملة.

ذو صلة