مجلة شهرية - العدد (582)  | مارس 2025 م- رمضان 1446 هـ

عتاب الدموع

دموع العين تبعثها سلاما        علام فراقنا يبقى علاما
تعاتبني الحبيبة ليت شعري        متى نفع العتاب لكي أُلاما
كلانا في مقام العشق ذبنا        وصرنا للسما نَهَبُ الغماما
فنمطر بالهوى صبّاً عليلاً        ونسقي بالنداوة مُستهاما
وكنت إذا نويت بأن أصلي        لها ورداً قعوداً أو قياما
تمانعني السنين فلا أبالي        أحاول في الهوى عاماً فعاما
ولست معطّلاً وصلاً حميماً        ولو كان الوصال بها حِماما
مددت الصبح حبلاً من لقاءٍ        فقطّعه الدجى عبثاً وناما
وخلّفني إلى التسهيد خلّاً        أشاطره المدامع والمُداما
على حانات أحزانٍ شربنا        نخوب البعد أصبحنا ندامى
نصبّ على القوافي روح شعرٍ        ونتلو للورى قول القدامى
فلا نجد السلوّ بكلّ بيتٍ            ولكن بالذي فعلاً تسامى
ونسرح في العظام من العوالي        مواقف قد وجدناها عظاما
إذا فلّت عزائمنا امتشقنا        من التأريخ والمعنى حساما
إلى أن أعقبت بصدود قولي        قصيدتيَ التي تأبى انسجاما
وقالت لا أسلم طوع سرجي        لمن لا يبتغي فيّ المراما
فرحت أدافع المعنى بعزمٍ        وفي كفيّ طوعت الزماما
لأنبتَ ما أشاء على الفيافي        وأنشرَ في الثرى عطر الخزامى
أنا لليل مرهونٌ ولكن            عيوني تنشد البدر التماما
أضيء بنور حبيَ كلّ يومٍ        (لأهدي الناس إن خافوا الظلاما

ذو صلة