يقف العقاد في مهرجان الشعر الخامس في الإسكندرية في نوفمبر عام 1963م فيلقي بحثاً بعنوان (الشعر لازم) فيقول بعد أن تحدث عن لزوم الشعر وضروريته من اللغات فإنه يلزم لألزم ما فيه من فن الفنون وألزم ما في الفن أنه ذو قواعد وأصول توائم في كل لغة ما طبعت عليه تلك اللغة وتوائمه في اللغة العربية -خاصة- أنها لغة الوزن في كل كلمة وفي كل صيغة فليست فيها كلمة واحدة تنعزل من وزن اشتقاق أو وزن سماع (لا شعر بغير فن.. ولا فن بغير قاعدة).
بالطبع كل هذا تغير الآن فقد جاء الشعر الحر وغلب قصيدة التفعيلة والقصيدة الكلاسيكية العمودية، وداهمتنا قصيدة النثر ومن بعد ذلك قصيدة الهايكو المستوردة، والبقية تأتي.
ونجد أن بعضاً من الدارسين والباحثين من الأجيال الماضية تحدث عن الشعر القصصي مثل الدكتور أحمد هيكل الذي تحدث عن الشعر القصصي في شعر أحمد محرم والهمشري في (كتابه تطور الأدب الحديث في مصر) وكذلك تحدث سعد الجيزاوي عن (الملحمة في الشعر العربي) في كتيب صغير وأشار الدكتور محمد مندور إلى الشعر القصصي في سطور قليلة في كتابه (الأدب وفنونه)، وأشار إلى الموضوع أيضاً أحمد حسن الزيات في أصول الأدب، والدكتور جمال الرمادي في كتابه عن خليل مطران، والدكتور شوقي ضيف، والدكتور عبدالمحسن طه بدر، والدكتور ماهر حسن، والدكتور عز الدين إسماعيل، وغير هؤلاء. ولكن في الحقيقة أن أحداً لم يخصص كتاباً للحديث عن الشعر القصصي أو العلاقة بين الشعر والقصة، باستثناء الباحث المصري حسن محسن.
وفي مصر مثلاً تعقد ندوات ومؤتمر خاص بالقصة الشاعرة يقام كل عام، وتقام فيه ندوات وتقدم أبحاث تطبع في كتاب خاص بالمؤتمر، والاهتمام الأول بالقصة، ورغم كل ذلك لم يتحدث أحد عن القصة والشعر وعلاقتهم واندماجهم أو تحالفهم أو تأثرهم بعضهم ببعض.
دعونا أولاً نتحدث عن الأقصوصة والشعر، وتعريف الأقصوصة بأنها تُعنى بتصوير حادثة فردية تصويراً محكماً كتصوير أزمة أو مفاجأة أو واقعة معينة، فالفن القصصي يحتوي على عدة عناصر مثل الحادثة الفنية، وهي تلك السلسلة من الوقائع المسرودة سرداً فنياً داخل إطار خاص أساسه الداخلي الحركة، وهنا حركتان عضوية خاصة بالحوادث والشخصيات والذهنية تقسمها الأولى والسرد وهو نقل الحادثة من صورتها الواقعية لأخرى لغوية عن القصة أيضاً هناك الشخصية والزمان والمكان والفكرة كما يرى الدكتور عز الدين إسماعيل في كتابه (الأدب وفنونه) أما الشعر فينقسم قسمين موضوعي هو القصصي يتفرع إلى قصص الحيوان والطير والقصة الشعبية القصيرة.
وكثيراً ما أودع شعراء المهجر شعرهم أبياتاً هائلة من القصص، فالقصة مبثوثة في دواوينهم، حقاً ليس في قصصهم شروط القصة الفنية، من العقدة والحبكة والحوار، وهذا لا يضيرهم، لأن الشعر الغنائي لا يتحمل القصة بكل بنودها، وإن تحملها على النحو المبثوث في نتاجهم الشعري.
والملحمة أيضاً تنقسم إلى الملحمة التاريخية والملحمة الأدبية، والشعر الذاتي هو الغنائي المتفرع إلى الفكرة والعاطفة والفكرة تتفرع إلى الأنشودة والمرثية.
أخيراً في القصيدة الطويلة تستلزم كي تتميز بالنوعية خصائص مهمة جداً أولها اللغة التي تختلف عن كل لغة أخرى والممتلئة بالمحتوى وهي لغة فردية في مقابل اللغة العامة التي يستعملها عامة الناس التي تتمتع بدرجة من العمق هي تجربة التي منها يبلغ الشعر، وهنا يقاس الشعر بقيمة التجربة هناك أيضاً الإيقاع والموسيقى، الذي ينزع إلى التجديد بامتياز الأقصوصة الشعرية فيه وقدرتها على الإيحاء والتأثير وكان ذلك خاصية من خصائص الشعراء الرومانتيكيين الذين تأثروا بالشعراء الغربيين بدراسة آثارهم فساعدهم ذلك على فهم طبيعة الشعر القصصي.
كثير من الدارسين تحدث عن الشعر القصصي من أجيالنا السابقة مثل الدكتور أحمد هيكل الذي تحدث عن الشعر القصصي في شعر أحمد محرم والهمشري في كتابه (تطور الأدب الحديث في مصر) وكذلك تحدث سعد الجيزاوي عن الملاحم في كتاب (الملحمة في الشعر العربي)، ويرى أن مزايا كثيرة من خصائص الشعر القصصي موجودة في الشعر العربي، وأشار الدكتور محمد مندور إلى الشعر القصصي في سطور قليلة في كتابه (الأدب وفنونه) وأشار إلى الموضوع أيضاً أحمد حسن الزيات في أصول الأدب والدكتور جمال الرمادي في حديثه عن خليل مطران والدكتور شوقي ضيف والدكتور عبدالمحسن طه بدر والدكتور ماهر حسن والدكتور عز الدين إسماعيل وغير هؤلاء ولكن في الحقيقة أن أحداً لم يخصص كتاباً للحديث عن الشعر القصصي تحديداً أو العلاقة بين الشعر والقصة ولكن في مصر مثلاً الآن تعقد ندوات ومؤتمر خاص بالقصة الشاعرة يقام كل عام ورغم كل ذلك لم يتحدث أحد عن القصة والشعر وعلاقتهم واندماجهم أو تحالفهم أو تأثرهم بعضهم ببعض وإذا تحدثنا عن الأقصوصة والشعر وتعريف الأقصوصة بأنها تعنى بتصوير حادثة فردية تصويراً محكماً كتصوير أزمة أو مفاجأة أو واقعة معينة سنجد البنية القصصية تحتوي على عده عناصر مثل الحادثة الفنية وهي تلك السلسلة من الوقائع المسرودة سرداً فنياً داخل إطار خاص أساسه الداخلي الحركة، وهنا حركتان عضوية خاصة بالحوادث والشخصيات والذهنية تقسمها الأولى والسرد وهو نقل الحادثة من صورتها الواقعية لأخرى لغوية عن القصة أيضاً هناك الشخصية والزمان والمكان والفكرة.
أما الشعر فينقسم قسمين موضوعي هو القصصي يتفرع إلى قصص الحيوان والطير والقصة الشعبية القصيرة والملحمة وأيضاً الملحمة تنقسم إلى الملحمة التاريخية والملحمة الأدبية والشعر الذاتي هو الغنائي المتفرع إلى الفكرة والعاطفة والفكرة تتفرع إلى الأنشودة والمرثية والشعر الذاتي.
ما أريد قوله إنه يجب علينا أن نوثق العلاقة بين الشعر والقصة من خلال الحديث عن الشعر القصصي بالمزيد من البحث والدراسة عن الشعر القصصي والقصة الشعرية، أو الشاعرة.
وحينما يرى باحث، مثل الدكتور حسن محسن في كتابه عن الشعر القصصي، أن هناك تقارباً بين القصيدة والأقصوصة فإنه لا يستطيع أن يخفي ما بينهما من تباعد. فالقصيدة التي تتخذ صورة القصة لا يمكن إخضاعها للمنطق الموضوعي الصارم، ولا أن تصبح واقعية خالصة، ولا أن تحرص على التفاصيل، ولا على التسلسل الكامل، ولا تعنى بتحديد أبعاد الشخصيات وملامحها النفسية، بقدر حرصها على إبراز انفعال الشاعر.
على حين تخضع الأقصوصة المنثورة لذلك كله، وتحسن أداءه، ولكن إذا كانت الواقعية الصارمة التي تتوفر للأقصوصة النثرية لا تتوفر للشعرية، فلا ينفي ذلك أن الملكة القصصية ملك للشعر والنثر على السواء، فإن أبسط تعريف لها يؤيد ذلك، حيث إن الملكة القصصية، هي قدرة الأديب على أن يحكي قصة ممتعة، تثير شغف القارئ وحرصه على تتبع أحداثها، حتى يصل السرد إلى نهايته، وذلك بما يبدي الأديب من مهارة في سرد الأحداث وتطورها وتأزيم الأزمة ثم حلها، وقد تتوافر إلى جانب ذلك الملكة الدرامية وهي قدره الأديب على أن يرسم للأشخاص من خلال حوارهم صوراً حية تقرب شخصياتهم إلى خيال القارئ وتقنعه بإمكان وجودها، فيسلم بما لكل منهم من مزاج وذوق وطبائع أساسية وطراز معين من السلوك، والاستجابة لتجارب الحياة، وأسلوب خاص في الحديث.