طالعت في العدد (525) جمادى الثانية 1433هـ مايو 2012م، مقالاً بعنوان (تعدد الزوجات في الأديان السماوية)، ولما كان لي اهتمام بمثل هذه المواضيع أقول:
الزوجة المسلمة مستهدفة دائماً لإلصاق الرجعية بالإسلام والذين يفعلون ذلك لم يقرؤوا دورها العظيم منذ فجر الدعوة إلى الإسلام، فاللزوجة مكانه في تاريخ الإسلام ما ليس لها في تاريخ العالم، فهي أول من علم بالرسالة وكانت سكناً لزوجها الذي اختاره الله لإحداث هذا الانقلاب الخطير في نظم الحياة، وهي التي بشرته صلى الله عليه وسلم أن الله سيكتب له النصر في مهمته ولن يخذله الله أبداً، وهي أول شهيدة في الإسلام.
والذين يستهدفون المرأة المسلمة يدركون أن النهضة الإسلامية خطر مهدد لتقدمهم وازدهارهم، فوضعوا كل همهم لاختراق المجتمعات الإسلامية، وعملت الحركات التبشيرية ومازالت على الادعاء بتحرير المرأة المسلمة من الآداب الإسلامية والأحكام الشرعية الخاصة بها، مثل الحجاب وتقييد الطلاق، ومنع تعدد الزوجات والمساواة في الميراث والشهادة، ونجحوا في نشر هذه الدعوات من خلال الجمعيات والاتحادات النسائية التي يمولونها في العالم العربي والإسلامي. وأشهر الشبهات التي يثيرها الغرب وتلاميذه حول المرأة المسلمة قضية تعدد الزوجات، وقد شرع الإسلام التعدد بعد أن حفظ للمرأة كيانها المستقل بما لها من حقوق مشروعة في الميراث وحقق لها الاستقلال الاقتصادي فيما تملك من غير أن يكون للزوج دخل في ذلك، وجعل للزواج أحكاماً ووضع للطلاق وتعدد الزوجات والعلاقة القائمة بين الزوجين قواعد ونظماً، وقرر لها من الحقوق والواجبات المتبادلة ما به تحسن المعاشرة حيث قال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) (البقرة:228)
وأعطى الإسلام للمرأة تقديراَ ومكانة لم تحظ بمثلهما في شرع سماوي سابق، خصوصاً في حق الامتلاك والميراث فقال تعالى: (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن) (النساء:32)
وهكذا نرى أن الإسلام جعل للمرأة كياناً اقتصادياً مستقلاً تعتمد عليه عملية تعدد الزوجات الذي هو ضرورة اقتضتها ظروف الحياة، فقد وجد الإسلام التعدد بلا قيود ولا حدود وبصورة غير إنسانية تحت مسميات أخرى غير شرعية، فنظمه وشذبه وجعله علاجاً ودواء لبعض الحالات الاضطرارية التي يعاني منها المجتمع، وبتعدد الزوجات استطاع الإسلام أن يحل مشكلة اجتماعية هي من أعقد المشكلات التي تعانيها الأمم والمجتمعات اليوم، فلا تجد لها حلاَ عندما يختل الميزان ويصبح عدد النساء أضعاف الرجال، فشرع الإسلام تعدد الزوجات وصان للمرأة كرامتها وللأسرة طهارتها وللمجتمع سلامته.