قرأت في (المجلة العربية) الغراء العدد (422)، مقالة للكاتب عاطف عبدالمجيد بعنوان (اللغة العربية الطريق إلى العالمية)، ولا شك أن اللغة العربية تشكل مصدراً مهماً لتصبح لغة عالمية، حيث إن اللغة العربية زاخرة بالكلمات والمفردات والوفاء بالتعبير عن العلوم الحديثة، كما فعلت في تاريخها المجيد وهي ليست محصورة بالعلوم الدينية والأدبية، بل هي لغة اتصال وتقنية ويجب أن تحتل مكانها الصحيح في العمل والتعليم والمصطلحات العلمية، فلا حياة للعلم في أمة إلا إن كتبت بلغتها، وأضحى تداوله ميسراً ومشتركاً بين الجميع.
إن المرء ليشعر في غير زهو أو مكابرة أن اللغة العربية غزيرة الألفاظ والكلمات والاصطلاحات العربية السليمة ولا تنقصها الصور والمعاني والأساليب والأخيلة.
إن علينا أن نهتم بلغتنا وأن نسر لانتشارها ووفائها بأغراض أمة متحضرة والحفاظ على أصولها العريقة وتطوير وإنماء ألفاظها ومصطلحاتها وأساليبها حتى تستوعب مستحدثات العصر ومخترعاته، وتشق آفاق مختلف العلوم وضروب الآداب والفنون، وبذلك تبقى للغتنا حيويتها ويتجدد شبابها على مدى الأيام.
إن التاريخ ليشهد بأن لغتنا لغة علم وحضارة بل إنها ظلت لغة العلم الوحيدة طوال قرون عديدة حين كان سلطان أمة العرب والإسلام يمتد إلى أقصى آفاق الشرق والغرب ومع امتداد هذا النفوذ امتد سلطان اللغة العربية ونفوذها وزادته نماء وتطويراً. كل هذا يشهد بأن لغتنا لغة علم وحضارة أعاننا المولى على القيام بواجبنا في خدمة لغتنا المحبوبة.
ورعاها الإله صوتاً رفيعاً
لنداء التوحيد يبني السلاما
وبعد، فاللغة تقوى بقوة أهلها ومجتمعها، ويجب أن تكون لها السيادة في جميع المواقع من خلال نشر الوعي بأهمية اللغة وتفصيل دورها لتصبح هي اللغة الأولى عالمياً وتستعيد مكانها ومكانتها.
فهي من نبض قلوب حية
وهي من وحي عقول نيرات
لم تضق يوماً بمعنى رائع
لا ولا أعيت على وصف الصفات