مجلة شهرية - العدد (581)  | فبراير 2025 م- شعبان 1446 هـ

الربيع العربي

قرأت في العدد في العدد 421 من (المجلة العربية)، موضوعاً بعنوان: فنون الربيع العربي للكاتب (حواس محمود) من سوريا، وجاء فيه ما نصه (أغاني الاحتجاج الجديدة تعكس أجواء الربيع العربي ...) إلى أن قال الكاتب: السخرية والاحتفال الجماعي هي الأخرى من سمات أغاني الربيع العربي، ويتجلى ذلك بوضوح في عرض غنائي/شعري، شبه مسرحي، في إحدى ساحات التغيير اليمنية، وتم تداوله على نطاق واسع عبر اليوتيوب، ومواقع التواصل الاجتماعي: مطرب شعبي يمني شاب، يطرح في قصيدته المغناة اقتراحات بديلة عن الثورة، يقترح أن نعطي السلطة فرصة أخرى.. نتحاور، ننظم انتخابات، ولكنه في كل مرة لا يستطيع إكمال المقطع، حيث يقاطعه الحشد الثائر، بالشعار الراديكالي، الذي أصبع الشعار الأشهر في الثورات العربية: (الشعب يريد إسقاط النظام).
وللتوضيح أكثر فإن صاحب هذه الأغنية هو الفنان اليمني الشعبي المشهور محمد الأضرعي الكوميدي الساخر، ويعتبر فنان الثورة اليمنية، وهو من أقدم الفنانين اليمنيين وله مسيرة حافلة بالفن سواء في مجال الإنشاد أو الغناء أو المسرح أو المسلسلات. وكان أول ألبوم قدمه بداية الثورة اليمنية (ثورة يا شباب الثورة) الذي تندرج تحته الأغنية التي قال عنها الكاتب، وأيضاً (أرحل – يا مسيلات الدموع) وألبوم (ايش عاد تشتي مننا)، وألبوم (إحنا لها)، وألبوم (ألا لعنة الله على الكاذبين)، والعديد من الأغاني المختلفة، مثل: (يا جاري – الشعب اليمني زلزل – فيها شيء)، وغيرها من الأغاني التي قدمها الأضرعي، كما قدم أيضاً مسرحيات على منصة الساحة. وأريد أن أوضح أيضاً على ما كتب في الصفحة المقابلة في نفس الموضوع «أما رسالة المطربين اليمنيين الذين يدعمون الثورة المطالبة بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح منذ أوائل فبراير الماضي فهي بسيطة ومختصرة (ارحل يا علي ارحل)». وبالعكس، فرسالة الفنانين والمطربين اليمنيين الذين يدعمون الثورة ليست بسيطة ومختصرة، فقد سجلت مئات الأغاني المختلفة والمتنوعة، متعددة اللهجات والألحان حتى أن بعضها سجلت باللغة الإنجليزية، مختلفة الكلمات، يكتبها أبرز الشعراء، ولم تقتصر على (ارحل يا علي ارحل)، وظهر الكثير من الفنانين في كل مجالات الفن من أدب وشعر ومسرح وغناء وتصوير ورسم وخط ونحت وتشكيل وغيرها من الفنون الجميلة والرائعة في ساحات الثورة اليمنية.
وبالنسبة للمسرح فقد عرضت العديد من المسرحيات في كل الساحات حتى إنه كان هناك ما يسمى بالأسبوع المسرحي الذي تعرض فيه كل مساء مسرحية لإحدى الفرق الفنية أو المسرحية أو أفراد، وكان لي نصيب من المسرح، فقد عرضت مسرحية في ساحة خليج الحرية بمحافظة إب (اللواء الأخضر).   أن ثورة التغيير في اليمن أنتجت ثورة إبداعية بأساليب وأشكال مختلفة من غناء ومسرح وشعر وصحافة وفنون تشكيلة، وقد تم افتتاح الكثير من المعارض للكاريكاتور والتصوير الفوتوغرافي وللفنون التشكيلية في كثير من الساحات، واحتوت هذه المعارض على لوحات إبداعية متميزة، وقد ضمت المعارض العديد من الأقسام، مثل: قسم اللوحات الفنية، والرسوم الكاريكاتيرية، والصور الفوتوغرافية، والمجسمات المعبرة، والأعمال اليدوية، بالإضافة لصور الشهداء. إن ثورتنا مليئة بالفن والفنون والفنانين، وأعتقد أننا نحن اليمنيين على قمة فنون الربيع العربي.

ذو صلة