مجلة شهرية - العدد (581)  | فبراير 2025 م- شعبان 1446 هـ

الأدب النسوي

  أثارت (المجلة العربية) في عددها (422) قضية مهمة، بات يتردد صداها في الأوساط الثقافية العربية خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، ألا وهي قضية الكتابة النسوية وبشكل خاص الأدب بفروعه المتنوعة.. إن أهم وأسمى غايات الأدب على الإطلاق هي غاية التعبير عن المشاعر، والإفصاح عن الأفكار والتصورات والرؤى الإنسانية بدرجة عالية من المصداقية. وقد كانت المرأة عبر التاريخ ضالعة في رسم ملامح الأدب، ومؤثرة بإبداعاتها وكتاباتها في عالم الثقافة، ومساهمة في إغناء المكتبة الإنسانية بالمؤلفات في مختلف الأجناس الأدبية، تماماً كما سجلت المرأة في فترات النضال وعقود التحرير حضورها اللافت، حيث شاركت بقوة في الدفاع عن وطنها وحملت هموم مجتمعها وأمتها كجزء من استحقاقاتها الوجودية. ومصطلح (الأدب النسوي) أصبح واحداً من المصطلحات المتداولة في الأروقة الثقافية في العالم برمته، وهو في أبسط معانيه يدل على التمييز بين ما يكتبه الرجل وما تكتبه المرأة من الأدب. ولعلي أميز بين ثناياه ثلاثة أنواع هي: (الكتابة النسوية) وهو يتمحور حول العلاقة مع الرجل وإبراز خصوصيتها غالباً، ويتجه نحو مواجهة سلطة المجتمع الذكوري. النوع الثاني (كتابة الأنثى) الذي يغلب عليه الحس المرهف، ويتركز على خاصية الأنوثة لدى المرأة وما تضفيه على إبداعها الأدبي من حساسيتها. النوع الثالث والذي يُتفق عليه أكثر من غيره هو (أدب المرأة) وهو يعبر عموماً عن الأدب الذي أبدعته المرأة، ويعتبر فيها الكيان والشخصية القائمة على البناء الثقافي. 
 ومصطلح (الكتابة النسوية) في العالم العربي يعود إلى مرحلة النهضة التي أدرك فيها المتنورون أهمية دور المرأة في النهوض بالمجتمع, وأهمية مشاركتها في الفعاليات الاجتماعية والثقافية، وقد كان لاهتمام بعض المفكرين بتحرّر المرأة كالطهطاوي وقاسم أمين أهمية بالغة في ذلك. ومع تطور المجتمعات وبروز دور المرأة واتساعه، تصاعدَ الاهتمام بأدب المرأة، وانتشرت كتاباتها بشكل واسع، وأخذت الحركة النقدية تواكب هذا النوع من النتاج الأدبي. ومن أهم الأصوات النسائية في العصر الحديث: مي زيادة، نازك الملائكة، غادة السمان، ليلى العثمان، سعاد الصباح، وغيرهن.. ولعل الرأي الذي ركن إليه معظم ذوو الشأن، هو أن الكتابة النسوية أو أدب المرأة يشكل حيزاً مهماً من النسق الكتابي العام، وأن الكتابة حالة إنسانية لا يمكن التميز فيها بين إبداع أنثوي وإبداع ذكوري, وأن تصنيف الأدب على هذا الأساس إنما فيه إساءة للمبدع سواء كان رجلاً أو امرأة، لأن مقياس الإبداع هو الإبداع بعينه.. بل إن تصنيف الأدب ما بين نسائي وذكوري هو ظلم للأدب قبل أن يكون ظلماً للأديب أو الأديبة، فالعمل الأدبي لا يقيّم بصاحبه، إنما بقدر ما فيه من إبداع وموهبة، وعلى أساس ما يقدمه من الفكر والأساليب.

pantoprazol 60mg pantoprazol takeda pantoprazol iv
pantoprazol 60mg pantoprazol yan etkileri pantoprazol iv
ذو صلة