عقد الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية في المغرب ثلاث ندوات في ثلاث مدن مغربية خلال 17 حتى 19 مايو 2013م, وذلك ضمن الجهود المتراكمة والمبادرات المختلفة في مجال حماية اللغة العربية من الخروقات والتجاوزات والاختلالات التي تتنكر لطابعها الرسمي ولالتزامات الدولة بحمايتها وتطويرها أو تعوق تنمية استعمالها من جهة، وتأتي تلك الندوات -بحسب الموقع الإلكتروني للائتلاف الوطني- في سياق دعم جهود النهوض باللغة العربية وتطويرها وتنمية استعمالها خاصة في المجالات العلمية والتقنية والمهنية. وكذا بغرض الاضطلاع بدورها الريادي في خدمة الإسلام، ولتعزيز إسهامها بوصفها عنصر تلاحم بين مكونات الهوية الحضارية للمغرب، وفي سياق توحيد وتجميع وتكتيل العاملين لتفعيل الطابع الرسمي للغة العربية، وبهدف استكمال إدماجها في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والإدارة والاقتصاد والحياة العامة.
والائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية هو منسقية شعبية أهلية مدنية تسعى إلى التنسيق بين مختلف الفاعلين والمؤمنين بدور العربية في ترسيخ الانتماء الحضاري والديني للشعب المغربي, وتعبيرها عن لحمته الاجتماعية والثقافية وقدرتها على نقله نحو مجتمع المعرفة المنشود.
وكما عبر الائتلاف من خلال التعريف بنفسه أنه تعبير عن حاجة أكاديمية ومجتمعية ترمي إلى النهوض بواقع العربية علماً وتعليماً وممارسة. وقد تأسس الائتلاف ليس في وجه لغات أخرى أو لمحاربة استعمالات لغوية معينة بل لإعادة الاعتبار للغة الضاد.
وقد ظهرت أعمال الائتلاف على أرض الواقع من خلال الندوات التي أقيمت في كل ثلاث مدن مغربية هي: تطوان وأغادير وسيدي سليمان.
حيث نظم قسم تعليم القرآن في إطار فعاليات الأيام القرآنية الثانية ندوتين حول دور اللغة العربية في الحفاظ على هوية الأمة ونهضتها, وذلك في قاعة القاضي عياض في مدينة تطوان, عبر محورين تم تناول المحور الأول بعنوان الهوية اللغوية في المغرب, بمشاركة د.محمد جبرون, ود.فؤاد بوعلي. وتناول المحور الثاني قضية التدبير اللغوي في التعليم والإعلام والعموميين وشارك فيه د.عرفة بلقات, ود.جواد غسال.
وتحت شعار اللغات أداة للتواصل الثقافي والتفاعل الحضاري نظمت جمعية النجاح للتنمية الاجتماعية في أغادير ندوة بعنوان: السؤال اللغوي والواقع الدستوري الجديد. شارك فيها كل من: د.فؤاد بوعلي, ود. عبدالصمد بلكبير, د. إسماعيل هموني, ود. الحسين الزاهيدي, وذلك في غرفة التجارة والصناعة في مدينة أغادير.
وفي اليوم الثالث نظم المجلس العلمي المحلي في مدينة سيدي سليمان ندوة علمية في موضوع اللغة العربية بين الواقع والمأمول, شارك فيها: د.فؤاد بوعلي, د.عبدالرحمن الخالدي, ود.مصطفى طالب. وذلك في قاعة عمالة إقليم سيدي سليمان.
وقد خرجت الحوارات والندوات بهموم مشتركة وتوصيات ركزت في مجملها على تفعيل الاهتمام باللغة العربية, وصياغة قانون يحميها, وتنسيق جهود التعليم والبحث والترجمة, وكذلك دعم تدريس اللغة العربية في المؤسسات الجامعية خصوصاً في المجالات التقنية والعليمة. بالإضافة إلى تعميم استعمال لغة الضاد في المعاملات الحكومية ودعم الأبحاث الخاصة بتطوير طرق تدريس اللغة العربية .