ودع المشهد الصحافي السعودي الأستاذ راشد الراشد يرحمه الله بعد رحلة من التألق والكتابة والإبداع في بحور الثقافة والسياسة والعمل الصحافي المهني الرصين.
الفقيد الراشد يرحمه الله غادر الدنيا وهو يشغل منصب نائب رئيس تحرير صحيفة الرياض بعد صراع ومعاناة طويلة مع المرض الذي طالما هزمه لينهض من فوق فراش العلة والرحمة مباشراً الحياة والعمل والأمل.
الأستاذ راشد يرحمه الله اسم دوّن وسمه باكراً في سجل التأريخ الصحفي السعودي، إذ يرقد الآن بسلام في مثواه الأخيرة بعد أن أثث مسيرة صحافية وطنية فاخرة عمرها يفوق «خمسين عاماً من التعب النبيل» حين كانت صاحبة الجلالة مهنة المتاعب فعلاً وقولاً ومنقلباً.
تقول عنه جريدة الرياض حين عين رئيساً لتحريرها ولم يمنحه المرض إطالة المقام قبل نحو عام: (... وله تجارب ونجاحات مشهودة في مهمة التطوير والتحديث والتنوير، كما يعد من الرواد الذين شهدوا عصر البدايات وكان شاهداً على تحولات تاريخية مهمة في مسيرة الصحافة السعودية، وهو رجل مثقف، وواعٍ لواجباته الوطنية، ومسؤولياته المهنية والقيمية في المجتمع، وكاتب أنيق يلامس هموم الإنسان، ويعبّر عنها بلغة أمل وتفاؤل).
ويعد الراحل الراشد من أوائل الصحفيين الذين كانت بداياتهم في الفترة الأخيرة من مرحلة صحافة الأفراد، ومن ثم عايش بدايات تكوين المؤسسات الصحفية، من خلال ارتباطه بمؤسستي الجزيرة والرياض. و قد واصل الكتابة حتى أيام مرضه من خلال زاويته الأسبوعية "شموس الأزمنة" التي كانت نافذة للحديث عن هموم الشأن العام.