مجلة شهرية - العدد (581)  | فبراير 2025 م- شعبان 1446 هـ

عمر المضواحي عاشق مكة

على حين غفلة منا، ونحن نبتهج بمعرض جدة الدولي للكتاب، لوَّح عمر المضواحي بيده قائلاً: إلى اللقاء.. ثم غاب.. نعم تركنا الكاتب القدير والصحفي المميز الأستاذ عمر المضواحي -رحمه الله- بعد أن سيطرت روحه البريئة على قلوبنا، رحل ونحن لم نرتوِ بعد من لقاءاته الحميمة وجعلنا نتأمل -بدهشة- تغريدة ابنه عبدالمحسن المفجعة فجر الأحد والتي أعلن فيها رحيل والده المفاجئ، فخيم الوجوم على أصدقائه وزملائه وكل من عرفه وتعامل معه، فانهالت كلمات الوداع تؤبن عاشق مكة وابنها البار عبر تويتر والصحافة بعد مشوار مع الصحافة يقترب من (30) عاماً قضاها بين أروقة عدد من المؤسسات الصحفية العريقة.
أبصر عمر المضواحي النور بمكة المكرمة نحو عام (1385هـ)، وبها نشأ وتعلم، ثم التحق بقسم الإعلام في جامعة الملك عبدالعزيز وفيها تخرج، ودلف الشاب عمر إلى صاحبة الجلالة عاشقاً لها ومفتوناً بعالمها؛ فتوقف في عدة محطات صحفية (اقرأ – المسلمون – مجلة المجلة – الشرق الأوسط – الوطن – مكة وهي آخر محطاته التي وصل فيها إلى منصب مساعد رئيس التحرير)، ومن خلال هذه العقود الثلاثة ما انفك الراحل العزيز أن يطور من خبراته الصحفية، بل آمن بضرورة الانفتاح على العالم الإلكتروني، فأصحبت الاحترافية المتقنة صنو أعماله، فأجاد الركض في أروقة الصحافة بروح المناضل الشريف وإباء المفكر الملتزم.
اختار عمر المضواحي -رحمه الله- لنفسه المغامرة مع الصحافة فسلك أعقد دروبها وحقق نجاحاً كبيراً وأصاب حضوراً طاغياً بما قدم من فصول ومقاولات وتحقيقات واستطلاعات وأخبار كانت لها صدى واسعاً في عالم الصحافة، بل كان أكثر توهجاً حين يتقن كتابة (البروفايل) فيكون أكثر جمالاً وأنصع بياناً ذلك لأنه بعيد عن المجاملات والصفقات الخاسرة.
واهتمامه بالقصة الصحفية جعله يمزج بين اللغة الأدبية والرؤية الصحفية والنظرة الاجتماعية الثاقبة التي تتجلى في اختياره لشخوصة بدقة، بدون مجاملة. 
كانت له إطلالة عبر الإنترنت في مدونته الشهيرة «روبابيكيا صحافي!» التي جعل لها تعريفاً وهو: «مجرد محاولة لاجتراح عالم الصحافة في السعودية - عمر المضواحي» قدم فيها معلومات مدعمة بالصور عن مكة المكرمة، وآثارها.
وفي سنواته الأخيرة نافح باقتدار عن الآثار النبوية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، فمزج الصحافة بالتاريخ، وغمس قلمه في قضايا العاصمة المقدسة ليكتب كثيراً من تفاصيل أم القرى المكتنزة بالآثار بقلم محب ووجدان عاشق متخذاً من التراث المكي زاداً له يدافع عنها وعن آثارها، كيف لا وهو المهووس بها حتى أنه كان يردد دوماً: الموت في مكة حياة.
رحم الله الزميل والصديق والصحفي العريق الأستاذ عمر المضواحي الذي برحيله خسرت الصحافة السعودية أحد أهم أعمدتها الصلبة، وعوض الله أهله وذويه الخير وألهمهم الصبر والسلوان.
pantoprazol 60mg pantoprazol yan etkileri pantoprazol iv
ذو صلة