مجلة شهرية - العدد (580)  | يناير 2025 م- رجب 1446 هـ

(نوبل) في الآداب.. وفازت الموسيقى

 

وسط ترقب المتابعين، وأمنيات الطامحين، وأوراق الصحفيين، وعدسات المصورين، وسطور الناقدين.. تم الإعلان عن جائزة (نوبل في الآداب).. آخر الفروع المعلنة لهذه الجائزة العالمية.
 إذن.. أعلن عن فوز المغني الأمريكي (بوب ديلان) كأول مُطرب، وشاعر غنائي يحصل علي هذه الجائزة المرموقة. كما أنه أول أمريكي يحصل عليها منذ فوز الروائية (توني موريسون) عام 1993. ومنذ فترة طويلة.. توقع الكثيرون فوز (ديلان) بإحدى أبرز جوائز العالم الثقافية. لكنهم لم يتوقعوأ أن تمنح الأكاديمية السويدية جائزتها لفئة موسيقى (الروك الفولكلوري، ولكاتب أغنيات). وقد وصفت اللجنة هذا المغني بأنه: (يمثل أيقونة/ رمزاً، لأنه خلق تعابير شعرية جديدة ضمن تقاليد الغناء الأمريكية والعالمية المعاصرة.. جرب كل التقاليد العظيمة من الأغنية الشعبية الأمريكية إلى نوع موسيقى الدلتا بلوز، ثم إلى الحداثة الفرنسية.. بأسلوب أصلي للغاية.. هو شاعر عظيم أعاد اكتشاف نفسه وعمله أكثر من مرة، ضمن التقليد الشعري للناطقين بالإنجليزية).
مسيرة حياة
 استعار (روبرت ألين زيمرمان) (من مواليد عام 1941) اسم (ديلان) من الشاعر (ديلان توماس). وبدأ مسيرته الموسيقية عام 1959، بالعزف في مقهى بولاية (مينيسوتا) الأمريكية. ثم انتقل إلى (نيويورك) عام 1961، وأطلق أول ألبوماته عام 1962. وتعود معظم أغانيه الشهيرة إلى ستينات القرن الماضي، حين تحول، عبر أغانيه، إلى (مؤرخ غير رسمي) لمتاعب الولايات المتحدة. وأصبحت بعض أغانيه، مثل (بلوين إن ذا ويند) Blowing in the wind، و(ماسترز أوف وور) تتردد على شفاه المناهضين للحرب، ونشطاء الحركة المدنية. كما نجح في تقديم موسيقى الروك الكلاسيكية من خلال أغنية (لايك إيه رولينج ستون). وهو لا يزال نشطاً إلى اليوم، حيث يؤدي أغنيات أمريكية كلاسيكية اشتهرت بصوت المطرب (فرانك سيناترا).
هل كسرت (نوبل) القوالب التقليدية؟
 كثيراً ما شاعت (أحكام عن تسييس) اختيارات الجائزة. فجاء هذا الاختيار مناقضاً لذلك. فديلان آخر من يمكن اعتباره متماهياً مع (ثقافة المؤسسة) الأمريكية، وقد كان أحد الناطقين الموسيقيين باسم المناهضين للحرب. ولم تكن هذه المرة الأولى التي (خيبت) فيها (نوبل) نظرية (تسيس الجائزة) لصالح السياسة الأمريكية. ففي عام 2005 كانت الجائزة من نصيب الكاتب المسرحي البريطاني (هارولد بنتر)، المعروف بمناهضته القوية لحرب العراق. وبعدها بعامين حصلت على الجائزة الروائية البريطانية (دوريس ليسينغ)، وهي شيوعية سابقة وصاحبة فكر يساري.
 كما رأت اللجنة أنها اختارت (ديلان) ضمن معاييرها الجمالية وما يتمتع به غناؤه وكلمات أغانيه الشاعرية من تقاليد (ولو كانت تتسم بالشعبوية، دون النخبوية). فالواقع الثقافي العالمي الجديد بفضل وسائل التواصل الاجتماعي يتسم (بالتحرر من تلك النخبوية). وبقطع النظر عن (رؤيتها) المحافظة للشعر، والفن عموماً وفق (انطباعات جمالية نخبوية). ويبقى سؤال بل حيرة كثير من المتابعين والمهتمين بالشأن الأدبي: هل سقطت (مشروعيّة) الرواية، والقصيدة، والمسرحية، والقصة القصيرة، وأحقيتها بالفوز بنوبل في الآداب؟
 علي أي حال.. (بوب ديلان) إذن على عرش آداب العالم. وتبلغ قيمة جائزته ثمانية ملايين كرونة (نحو 930 ألف دولار أمريكي). وقد تزامن هذا الإعلان (المفاجئ والمُدهش).. مع وفاة الممثل، والكاتب المسرحي الإيطالي (داريو فو)، الفائز بنوبل في الآداب عام 1997. أما أسماء الفائزين بها في السنوات الـ 15 الأخيرة فهم:
 2016: (بوب ديلان) (الولايات المتحدة)- 2015: (سفيتلانا إليكسييفيتش) (بيلاروسيا)- 2014: (باتريك موديانو) (فرنسا)- 2013: (أليس مونرو) (كندا)- 2012: (مو يان) (الصين)- 2011: (توماس ترانسترومر) (السويد)- 2010: (ماريو فارغاس يوسا) (البيرو)- 2009: (هيرتا مولر) (ألمانيا)- 2008: (جان ماري غوستاف لو كليزيو) (فرنسا)- 2007: (دوريس ليسينغ) (بريطانيا)- 2006: (أورهان باموك) (تركيا)- 2005: (هارولد بنتر) (بريطانيا)- 2004: (ألفريدي يلينيك) (النمسا)- 2003: (جون ماكسويل كوتزي) (جنوب إفريقيا) - 2002: (إيمري كرتيس) (المجر). ومن اليوم.. سيتم ترقب الجائزة العالمية في عامها المقبل.

 

ذو صلة