مجلة شهرية - العدد (578)  | نوفمبر 2024 م- جمادى الأولى 1446 هـ

ذكريات ملونة

الذكريات المبعثرة محببة للنفس وتحمل مشاعر جميلة عند استرجاعها، فهذه أول لعبة اشترتها لي أمي، وتلك أول هدية تلقيتها من والدي، وذاك دفتري في أول سنة دراسية لي، وتلك دفاتر تحمل بداياتي في الكتابة، وهذه أوراق تبادلت الحديث فيها مع صديقاتي أثناء المحاضرات، ورسائل تظاهرت بكتابتها للحبيب المنتظر، وكتابات أقاربي وصديقاتي لي في دفتر ذكرياتي أثناء مراحلي الدراسية، وأوراقي التي خططتها في أحلى أوقاتي مع أعز أحبابي، خاتم أمي الذي أهدتني إياه عند خطبتي، وهديتي الأولى من زوجي و...و...و.. وأشياء كثيرة أحتفظ بها في صندوق ذكرياتي.
هذه ذكرياتي المادية.. ولكني أمتلك ذكريات معنوية كثيرة لا تحصيها أسطر ولا صحائف..
ابتسامة جدتي وهي تراني أطهو طبقي الأول، ووداع أمي لي كل صباح وأنا متجهة إلى مدرستي، وحضن والدي لي عند تفوقي، وكذلك الخلافات الدائمة مع أخي وتلك اللكمات المتتالية منه ومني لبعضنا..
اشتراكي في الإذاعة المدرسية أول مرة وإلقائي لفقرتي بكل اقتدار وتحية المعلمات لي.. رحلاتي السياحية مع أهلي وأقاربي..
وشعوري بالحياء القاتل عند إخبار أُمي لي بموضوع خطبتي.. ويوم زواجي ومشاعر أخواتي وابتسامة ودمعة والديّ عند وداعي وخروجي مع زوجي..
فرحتي وزوجي بخبر أول حمل لي ومشاعري عند إلقاء النظرة الأولى على طفلي، حضني الأول له وإرضاعه.. أولى كلماته وحركاته وخطواته، التحاقه بالمدرسة ونجاحه سنة وراء سنة..
الآن تتكرر تلك الذكريات الماضية للمستقبل بشكل آخر..
ابتسامة أمي لابنتي عند إعدادها طبقها الأول، ووداعي لها وهي تخرج للذهاب إلى مدرستها، حضن زوجي لها عند تفوقها، الخلافات المتتالية بين أبنائي، اشتراكهم بالإذاعة المدرسية...إلخ
يا الله كم هي مشاعر رائعة تحمل معها حنيناً لذيذاً، تستمر بالتكرار جيلاً وراء جيل ويستمر الحنين لها..

ذو صلة