وماذا؟!
إذا حلَّتِ الآنَ فيكَ الشُّجُونُ،
وحاصرَكَ الوهمُ،
والمُدُنُ اليابساتْ!
***
وماذا؟!
إذا الشَّوقُ ولَّى..
بعيداً،
وأرخى الظَّلامُ السُّدولَ عليكَ،
وصِرتَ تُسافرُ وحْدَكَ بينَ العواصفْ،
ووسْطَ هشيمِ الغَسَقْ!
***
وماذا؟!
(تماديتَ في الحُزنِ)
جفَّتْ بكَ الأمنياتُ السَّعيدةُ،
والذِّكرياتُ
ولمْ تستطعْ..
أنْ تُعيدَ الخُطا للدِّيارِ..
القديمةْ!
***
وماذا؟!
يقولونَ إنَّ صياحَكَ محضُ حِراكٍ..
هزيلٍ،
وإنَّكَ تحرثُ في البحرِ حينَ تجيءُ، وحينَ تُريدُ الخلاصَ
وإنَّكَ تعلو وتهبطُ دونَ الحُصُولِ..
على أيِّ شيءْ!
***
وماذا؟!
تخافُ مِنَ البدءِ،
مِنْ صرخةٍ سوفَ تُشعلُ هذا المكانَ الصَّمُوتَ..
فهيَّا..
لتنفضَّ يا سيِّدي كُلُّ تلكَ الحرائِقْ،
ليستيقِظَ الحُلمُ مِنْ نومِهِ..
قبلَ أنْ تنهزمْ!