لكمْ كَثُرَتْ على دربي حروبي وقبلك لا يكون سوى حروبِ
وكنتُ كقائدٍ وبلا سلاحٍ وكنتِ له سلاماً في الدروبِ
رجا قلبي غراماً لا جمالاً إذا كان الغرامُ مِنَ الحبيبِ
فيحلو في فؤادي كل همٍّ ولو كانت هموماً في ضروبِ
إذا ما القلب ذاق عذاب كربٍ تزيل يدُ الحبيب أسى الكروبِ
فما أحلى حياة عشت فيها على درب الهوى وبلا دبيبِ
بما أنَّ الفناءَ نهايةٌ لي فداء الحب أرجوهُ نصيبي
عسى قلبي تذوَّقهُ غراماً وكان بهِ شفاءٌ في القلوبِ
فداءُ الحبِّ في قلبي دواءٌ وداءُ الحبِّ كالعنبِ الزَّبيبِ
رجتْ نفسي رفيقاً في حياتي يشارِكُها هوَا الْزمنِ العَصيبِ
وآهٍ يا فؤادي من هواهُمْ أحاط بكم ومن كلّ الجنوبِ
وعقلي صامتٌ دون اعتراضٍ وغشَّاه الهوى ما من هروبِ
فلا شيبٌ يجيئك يا فؤادي بهذا ليسَ منْ طوْرِ المشيبِ
وعن بصري فقد عميت عيوني رأيتُ مليحةً دونَ العيوبِ
فحالُ الحُبِّ قد يُعمِي عيوناً فتعشقُ أشعثاً دون المَهيبِ
فقد سكنت سويدائي فنامت عيوني، إذ أتتْ عينُ الرَّقيبِ
كأن الأرض قد ضاقتْ بهمِّي إلى أنْ كانَ من صدرٍ رَحيبِ