مجلة شهرية - العدد (581)  | فبراير 2025 م- شعبان 1446 هـ

العلاقة بين التخطيط والتسويف

نشهد اليوم في عالمنا المعاصر العديد من التغيرات والتطورات في مجالات عدة مثل المجال الطبي والاقتصادي والثقافي والرياضي والصناعي وغيرها من المجالات المختلفة.
وتُعِدّ الدول خططاً وبرامج متقدمة وحديثة حتى تصل إلى أعلى درجات التقدم والرقي في تلك المجالات، والجدير بالذكر أن الخطط والتخطيط لا يقتصران على الدول والمجالات الكبرى بل وقد تكون على المستوى الشخصي للمرء، ولمعرفة المزيد عن التخطيط الشخصي خاصةً لابد وأن نتبيّن مفهومه، وأهميته، وأنواعه، ومعوقاته.
قد يتبادر إلى أذهان البعض أن التخطيط عملية معقدة لكن في الواقع هو الذي يسهّل علينا إنجاز وتحقيق الغايات، ومفهوم التخطيط (Planning) أنه عملية فكرية ترسم مسبقاً الطريق الذي سوف يسلكه المرء، ويشتمل التخطيط على تحديد الأهداف والتنبؤ بالمستقبل وكيفية تنفيذ الخطة وتحويلها لأرض الواقع، وتكمن أهمية التخطيط في وضع خطة محددة وواقعية وقابلة للتحقيق والتي تضمن للمرء تطبيقها بشكل واضح ومُيسر كما أنه يسهم في تحقيق الأهداف المحددة والمرجوة ويساهم بمنع الارتجال والتسويف، وللتخطيط فوائد حيث إنه يدفع بالالتزام والمتابعة لتحقيق الأهداف، مما يجعل المرء منظماً ومنتظماً، والأهم أنه يدفع بعيداً عن التسويف.
وللتخطيط أنواع؛ الأول تخطيط قصير المدى، والثاني تخطيط متوسط المدى، والثالث تخطيط طويل المدى، ويعد تحديد نوع التخطيط وفقاً لنوعية الهدف، والمعروف أن لكل عملية معوقات فنذكر هنا بعضاً من معوقات التخطيط كصعوبة التنبؤ، وعدم وضوح الأهداف، وقلة المعلومات وبدون التخطيط يظهر لنا جلياً ما يسمى بالتسويف، لذا سنتطرق لإيضاح مفهوم التسويف؛ أسبابه، وطرق الوقاية والعلاقة الخفيّة بينه وبين التخطيط.
ومفهوم التسويف (Procrastination) يعني تأجيل الأعمال اليومية أو العملية لأجلٍ غير معلوم وقد يكون لأسباب غير واضحة للمرء إما يكون للفرار من مواجهة ما سيحدث أو لعدم القدرة على اتخاذ القرارات، وتتعدد الأسباب وتختلف حسب طبيعة الهدف الذي يُسعى لتحقيقه وطبيعة الإنسان ذاته، ولمواجهة التسويف يجدر بنا وضع خطة واضحة تتوافق مع الإمكانات، والأخذ على عاتقنا الالتزام بالخطة حتى لا تظهر لنا عقبة التسويف، كما أن العلاقة بينهما عكسية أي أنه كلما كانت الخطة واضحة قلَّ احتمال ظهور التسويف والعكس صحيح.
أخيراً يرتبط النجاح والتطوير بالخطط المسبوقة والمُعدة سلفاً، فلنتخيل معاً أنك سوف تسافر لإكمال دراستك خارج البلاد هنا سوف تقوم ببعض الخطوات المهمة قبل البدء بالدراسة فتحتاج لخطة موضوعة كتحديد الدولة التي ترغب الدراسة فيها والجامعة الأفضل والمفاضلة بين شروط القبول ومدة الدراسة ومستوى اللغة الأجنبية والسكن المناسب والميزانية للدراسة وموعد السفر وغيرها العديد من الترتيبات اللازمة لتتمكن من تحقيق الهدف الأساسي، ويطلق على هذه الخطوات الفكرية والاستعدادات المستقبلية ما نسميه (بالتخطيط).
إن المرء دوماً ما يحتاج إلى خططٍ لتطوير كافة الجوانب سواءً كانت شخصية أو حياتية أو حتى عملية وغيرها لمواكبة متطلبات الحياة وللمقدرة على التكيّف والتطلّع لتحقيق المزيد من الأهداف.

ذو صلة