كما خلق الله الكثير من الأشجار والشجيرات والنباتات المفيدة للإنسان كغذاء ودواء، أوجد سبحانه وتعالى بينها العديد من الأشجار والشجيرات والنباتات السامة والخطرة على حياة الإنسان وصحته، منها على سبيل المثال لا الحصر شجرة العشر، وتسمى أحياناً شجرة العشار أو شجرة الجن، والتي انتشرت بشكل كبير داخل المملكة في الأودية وبجانب الطرق وفي المجمعات السكنية والتجارية داخل المدن.
وهي شجرة معمرة ودائمة الخضرة، يعتقد أن موطنها الأصلي جنوب شرق آسيا وأفريقيا الاستوائية، وتندرج تحت الفصيلة العشارية، أو الصقلابية، وارتفاعها قد يصل إلى خمسة أمتار، أوراقها كبيرة، ولونها أخضر مزرق دون عنق، أفرعها هشة خشبية، وذات لحاء إسفنجي متشحمة بيضاوية الشكل، والأزهار رمادية في الجزء الخارجي وبنفسجية من الداخل، والأزهار متجمعة في نورات إبطية، والثمار عالية كبيرة تتفتح لتعطي بذوراً داكنة لها شعيرات طويلة تساهم في انتشارها، ويتكاثر النبات بالبذور، والعشر لها جذور وتدية وتنمو جيداً في الرمال والترب المالحة في الصحراء، وهذه الشجرة تتحمل الملوحة والحرارة العالية، ولا تحتاج إلى ري إذا تمكنت من الأرض.
والعشر نبتة سامة، معظم الناس لا يعرفون خطرها عليهم خصوصاً الأطفال، ولها العديد من المخاطر على صحة الإنسان، خصوصاً ما تفرزه أوراقها وسيقانها الطرية سائلاً لونه أبيض يشبه الحليب، وهو ضار جداً يسبب ألماً والتهاباً في العين، وقد يسبب العمى إذا وصل للعينين أو الالتهابات إذا وصل للجلد.
ومن العجيب أن هذه الشجرة انتشرت بكثرة في السنوات القليلة الماضية مع تناقص الغطاء النباتي الطبيعي في المملكة بشكل كبير لأسباب طبيعية وأسباب بشرية كالرعي الجائر والزحف العمراني.
وهذه الشجرة تنمو طبيعياً في أكثر مناطق المملكة خصوصاً المنطقة الغربية (الطائف، مكة المكرمة وجدة). أيضاً، يلاحظ انتشار هذه الشجرة بكثرة في الرياض خلال السنوات الخمس الأخيرة، ولا يعرف سبب لهذا الانتشار المفاجئ.
في حين توجد نباتات طبيعية آمنة، وذات فوائد للبيئة، ولا تستهلك المياه، تزخر بها بيئة بلادنا، ولله الحمد.
لهذا كان على الجهات ذات العلاقة في المملكة (وزارة البيئة، المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي، وأمانات المناطق وبلديات المدن) الاستفادة من التجارب العالمية الرائدة في مجال الحفاظ على الغطاء النباتي وتنميته، مثل مصلحة الغابات الأمريكية ومخزن (سفالبارد العالمي) للبذور أو (قبو بذور يوم الحساب) في النرويج.
ويمكن بعد الاستفادة من هذه التجارب العالمية في هذا المجال إنشاء بنك وطني للبذور والشتلات للأشجار والنبتات الطبيعية المفيدة للإنسان والبيئة للحفاظ عليها من الانقراض وتنميتها. وبالمقابل الاهتمام أيضاً بدراسة أوضاع الأشجار والنباتات السامة كالعشر لضررها على الإنسان والبيئة ومعرفة أسباب انتشارها السريع حتى وصل لمناطق بالمملكة لم تكن في الماضي تنبت بها بكثرة.